كاتب: الإنترنت استبدل الرقابة القديمة بمنصات احتكارية

تصميم : فيسبوك وتويتر ويوتيوب
جاء بمقال نشرته صحيفة تايمز اليوم أن الحالمين بالتكنولوجيا بشروا الناس بأن الإنترنت سيقضي على جميع أشكال الرقابة، لكن ما حدث بالفعل حاليا أن مجموعة جديدة من أنواع الرقابة التي تقوم بتشغيل منصات احتكارية (غوغل وفيسبوك) قد حلت محل المنصات القديمة.

وقال كاتب المقال جوناثان تابلين إن إرباك البنية التحتية للثقافة الرئيسية لا يستحق القيام به إلا إذا كان من شأنه خلق بديل أكثر فائدة لعموم المجتمع من البنية السابقة، وتساءل: هل أعقب التدمير الكبير لصناعة الصحافة إنشاء مصدر أكثر مصداقية للأخبار المحلية والعالمية؟ مشيرا إلى أن هذه المنصات أصبحت مصدرا وحيدا للأخبار لكثير من مستخدميها.

وأضاف أن العالم يشهد منذ 2005 إعادة توزيع كثيفة للعوائد المالية "أغلبها من الإعلانات" حيث يتم سلب منتجي المحتوى من قبل ملاك المنصات، إذ أصبح المزيد والمزيد من الناس يحصلون على مواد موسيقية وكتب وأفلام مجانا أو بأسعار زهيدة، لكن ما يحصل عليه منتجو المحتوى من عوائد إبداعاتهم ظل يتناقص باستمرار بينما يزداد عائد المنصات الأربع الرئيسية (غوغل، أمازون، فيسبوك، أبل) بلا توقف.

مفترسو الإنترنت
وأطلق الكاتب على ملاك هذه المنصات الكبيرة عبارة "مفترسو الانترنت" قائلا إنهم يتصفون بصفات مشتركة تميل إلى سرعة الحركة وتحطيم الأشياء وازدراء القوانين.

وكرس تابلين معظم المقال في الحديث عن ذهنية مؤسسي هذه المنصات وصفاتهم ذاكرا كثيرا منهم بالاسم مثل سين باركر الذي وضع برنامج نبستار لتحميل المواد الموسيقية وتبادلها مجانا، ومؤسس غوغل لاري بيغ، ومؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ ليربط بين هذه الذهنية والصفات وبين النهج الذي تعمل به منصاتهم وتعاملها مع القوانين والمجتمع والمستخدمين ومنتجي المحتوى.    

وقال الكاتب عن هؤلاء المؤسسين إنهم كانوا مراهقين مشاغبين تعرضوا لعقوبات جنائية بتهم قرصنة الإنترنت، كما كانوا يتناولون المخدرات، وعاشوا حياة حرة، مضيفا أن معظمهم كان من رواد مهرجان بيرننغ مان، وهو تجمع سنوي في بلاك روك بصحراء نيفادا الأميركية يسوده تناول المخدرات والرقص العاري والجنون الجماعي.

ونقل عن لاري بيغ أن ذلك المهرجان بيئة تتيح لهم تجريب أشياء جديدة، وأنهم كتكنولوجيين بحاجة لهذه الأماكن الآمنة لتجريب أشيائهم وبحث تأثيرها قبل تعميمها على العالم.

ملكية فردية احتكارية
وأضاف تابلين أن هؤلاء المؤسسين يتبنون نموذج "المدن الحرة" حيث الكيانات السياسية مملوكة ملكية فردية ولا تقيدها الدولة، وهي سبيل مثالي للرأسماليين لتفادي "ذهنية القطيع والرعاع والدهماء" التي تحميها الديمقراطية.

وذكر أن هذا النموذج تجلى في السيطرة البعيدة عن قيود المجتمع لدى انتشار غوغل وتحوله إلى شركة عامة، حيث أقام هيكلا من طبقتين للمساهمين، إذ أصبحت لملاكه الأصليين قوة تصويت تساوي عشرة أضعاف قوة التصويت للأسهم التي تُطرح للاكتتاب العام.

وقال أيضا إنهم بدؤوا عن قصد تدمير الفكرة التقليدية للشركات العامة، إذ يعتبرون فكرة ديمقراطية الشراكة بالأسهم لعنة بالنسبة إليهم. فهم يريدون كل امتيازات رأس المال الاستثماري العام ويرفضون تماما سلبيات الشراكة العامة.

واستمر الكاتب في وصف ذهنية المؤسسين "أن تفعل ما تريد دون أخذ إذن من أحد، وسلاحك لوقف الانتقادات ضدك أن النتائج مبهرة". وأورد كثيرا من الأمثلة ليؤكد ما ذهب إليه من ازدراء ملاك المنصات بالقوانين والنظم.

المصدر : تايمز