فورين بوليسي: سوريا لم تعد موجودة

ALEPPO, SYRIA - APRIL 12: Helicopters of Syrian army attack with barrel bomb Anadan and Hrytan under the controlled of opponent,many buildings and homes are demolished and destroyed in Aleppo, Syria on April 12, 2014. Civil defence team take out wounded people from debris and fire brigade extinguish fire. Civil defence team take out the public especially old people in order to guard against to second barrel attack. Helicopters attack with barrel bomb outer of sites while public leave the region. People cry on the debris.
آثار غارة للنظام السوري بالبراميل المتفجرة على أبنية بحلب أبريل/نيسان 2014 (الأوروبية)

قالت مجلة فورين بوليسي إن سوريا -مع سيطرة الروس والإيرانيين على دمشق ودعم واشنطن للمعارضة المسلحة- لم تعد موجودة على أرض الواقع، وإن تفكيكها أصبح واقعا ملموسا مع غياب من يستطيع توحيدها.

وأوضحت المجلة في تقرير لها من دمشق أنه وبعد ست سنوات من الحرب، فإن بقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد أصبح مؤكدا، لكنه أصبح نظاما صوريا لا يملك أي إستراتيجية لإعادة وحدة البلاد التي مزقتها الحرب.

وقال مراسل المجلة إن ما يُقال عن نهاية المعارضة أمر مبالغ فيه، وإن بعض مكوناتها لا تزال تتمتع بالحيوية والقوة، وإنه وبعد عشرة أيام من المقابلات مع مسؤولين كبار وآخرين في مستويات متوسطة؛ تبيّن أن الفجوة بين نوايا النظام وقدرته الحقيقية على تجسيد تلك النوايا على أرض الواقع واسعة للغاية.

لا وجود لمؤامرة
وعلقت المجلة على ما يقوله المسؤولون السوريون عن وجود مؤامرة لتقسيم البلاد، قائلة إنه إذا كانت هناك بالفعل مؤامرة فقد وصل تنفيذها إلى مراحل متقدمة؛ فسوريا اليوم منقسمة إلى ما لا يقل عن سبعة جيوب: ثلاثة منفصلة تسيطر عليها المعارضة، واثنين يسيطر عليهما الأكراد وتنظيم الدولة الإسلامية، والبقية تحت سلطة نظام الأسد، بشكل صوري فقط.

واستمرت تقول إنه لا يوجد أي دليل على وجود مؤامرة لتقسيم سوريا، ولا على رغبة لأي من أطراف الصراع للتقسيم، لكن ما يحدث في هذه البلاد هو أن التقسيم بالأمر الواقع جاء نتيجة عدم قدرة أي من قوى الصراع للهيمنة على الآخرين جميعا.

وأشارت المجلة إلى أن نظام الأسد ليست لديه إستراتيجية لتوحيد أجزاء البلاد، وهذا ما استشفته من إجابات المسؤولين على السؤال الذي ظلت تطرحه عليهم باستمرار، كما أن النظام لا يدري المصير الذي يمكن أن تؤول إليه المناطق غير التابعة لسيطرته الآن بعد هزيمة تنظيم الدولة، مشيرة إلى أن الأسد لا يتمتع بسلطة القرار التي آلت إلى روسيا.

الموقف الروسي
وأضافت أن روسيا حققت أغلب ما تهدف إليه، وأهمه ضمان أمن قاعدتها بحميميم في اللاذقية، وبقاء حلفائها، وإثبات كفاءة أسلحتها، وضمان ألا تكون هناك عملية دبلوماسية لتسوية الصراع دون مشاركتها.

وقالت إنه يبدو من مفاوضات أستانا أن روسيا تهدف إلى تجميد الصراع في مكانه لأطول فترة ممكنة، مشيرة إلى أنه وبعد أن تحوّل النظام ومعارضوه إلى مجرد وكلاء لقوى خارجية لا رغبة لها في التوصل لحسم نهائي لصالح الوكلاء، فإن الدبلوماسية حول الحرب السورية يُفترض أن تنتقل إلى التفاوض حول التدابير التي تقر بتفكك سوريا.  

المصدر : فورين بوليسي