تضامن إعلامي روسي مع ترمب في أزمته

President Donald Trump holds his hand over his heart for the U.S. National Anthem as he attends the Coast Guard Academy commencement ceremonies to address the graduating class in New London, Connecticut, U.S. May 17, 2017. REUTERS/Kevin Lamarque
الصحف الروسية اعتبرت أن ما يجري في واشنطن محاولة لإبعاد ترمب عن الحكم (رويترز)

لا تزال الأنباء التي تحدثت عن تسليم الرئيس الأميركي دونالد ترمب معلومات سرية لروسيا تنعكس على الصحف الروسية التي انحازت في غالبيتها لجانب ترمب وحاولت إظهاره على أنه أصبح ضحية للصراع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة.

وفي هذا الإطار كتبت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" مقالا تحت عنوان بارز يقول "لقاء ترمب مع لافروف قرب الرئيس الأميركي من العزل"، حيث اعتبرت الصحيفة أن ما يجري الآن في واشنطن هو محاولة من قبل النخب السياسية الحاكمة بأميركا لتقريب ترمب من مرحلة العزل لإبعاده عن الحكم.

ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إنه فعليا لم يحدث شيء جدي يستحق ردة الفعل التي شهدتها الأوساط السياسية والإعلامية الأميركية، وإنه قد جرى استخدام كل ذلك لإضرام حرب سياسية في الداخل الأميركي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال استمر الوضع على ما هو عليه الآن في الولايات المتحدة، فإن ذلك سيؤدي إلى عواقب جدية، قد تكون أكثر خطورة مما يمكن توقعه.

وفي هذا السياق، اعتبرت الصحيفة أنه حتى مسألة اختيار مدير جديد لمكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي ستستغل ضد ترمب، حيث يقول الخبراء إن ترمب سيختار شخصية موالية له لهذا المنصب، وإلا لما قام بإقالة جيمس كومي، فهو يريد أن يقلل من المشكلات التي تلاحقه لا العكس.

ولكن بغض النظر عمن سيختاره ترمب فإن ذلك سيجري استغلاله في كل الأحوال في الحرب الدائرة في الأوساط السياسية الأميركية، وفق الصحيفة ذاتها.

أما صحيفة "إزفيستيا" فقد شبهت في مقالها "قطار الملاهي بين روسيا والولايات المتحدة"، العلاقات الروسية الأميركية بقطار الملاهي التي لا يلبث أن يرتفع القطار فيها قليلا ليعود نزولا سريعا إلى الأسفل.

ونقلت الصحيفة عن رئيس المعهد الأميركي في موسكو ألكسي مايشيف قوله إن بقاء العلاقات متوترة وعدائية بين موسكو وواشنطن مربحة ومفيدة أكثر بالنسبة للعديد من المجموعات السياسية الداخلية.

وأشارت الصحيفة إلى أن منذ اليوم الأول شهدت الحملة الانتخابية لترمب محاولات كثيرة لتشويه سمعته داخل الولايات المتحدة، ولإفشال جميع مبادراته على الصعيد الداخلي والخارجي، خاصة فيما يتعلق بالتقرب من روسيا.

‪الإعلام الروسي رأى أن زيارة تليرسون (يسار) لموسكو تؤشر على تقارب روسي أميركي‬ الإعلام الروسي رأى أن زيارة تليرسون (يسار) لموسكو تؤشر على تقارب روسي أميركي (رويترز)
‪الإعلام الروسي رأى أن زيارة تليرسون (يسار) لموسكو تؤشر على تقارب روسي أميركي‬ الإعلام الروسي رأى أن زيارة تليرسون (يسار) لموسكو تؤشر على تقارب روسي أميركي (رويترز)

نجاح
ورغم هذه المحاولات فإن موسكو وواشنطن نجحتا -بحسب الصحيفة- في إطلاق الخطوات الأولى في هذا الاتجاه والمتمثلة في زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تليرسون إلى موسكو ومن ثم زيارة نظيره الروسي سيرغي لافروف لواشنطن.

هذه الزيارة ولقاء لافروف مع ترمب، تبعتها إقالة رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي جيمس كومي، وكل ذلك خلق ظروفا مواتية دفعت "صيادي الساحرات" في الكونغرس الأميركي ومختلف وسائل الإعلام للبحث عن علاقة ترمب مع روسيا، وفق الصحيفة.

ونوهت الصحيفة إلى أنه رغم إدراك ترمب أهمية تحسين العلاقات الروسية الأميركية لضمان الأمن والاستقرار العالميين ومحاولته العمل في هذا الاتجاه، فإن على موسكو ألا تنسى مدى القوة التي تحظى بها القوى المعادية لترمب.

ولم يغب الجانب الاقتصادي عن الصحف الروسية، فصحيفة "كوميرسانت" ركزت على هذا الجانب في مقالها "دونالد ترمب رفع مستوى الذهب وخفض مستوى الدولار"، حيث تحدث الصحيفة عن انعكاسات المواجهات السياسية الدائرة في الأوساط الأميركية على الاقتصاد وسعر الدولار.

وفي هذا الإطار أشارت الصحيفة إلى أن سعر الذهب في ارتفاع مستمر منذ أيام وذلك بسبب تراجع سعر الدولار الذي يسجل أدنى مستويات له خلال الأشهر الستة الأخيرة.

ويعزو خبراء للصحيفة ذلك إلى حالة التوتر التي يعيشها المستثمرون على خلفية الفضائح المتعلقة بالرئيس الأميركي وإدارته والتي باتت تتكرر، وعليه أصبح المستثمرون يستبدلون العملة بالأصول التقليدية كالذهب، ما زاد الطلب عليه في الآونة الأخيرة.

المصدر : الصحافة الروسية