ماكرون ولوبان.. صراع رؤيتين لمستقبل فرنسا

كومبو يجمع مرشحي الانتخابات الرئاسية الفرنسية: إيمانويل ماكرون ومارين لوبان

سلطت الصحافة الفرنسية الضوء على التفاعلات السياسية التي أعقبت الدور الأول من الانتخابات الرئاسية التي وضعت كلا من إيمانويل ماكرون ومارين لوبان في سباق الدور الثاني نحو الإليزيه.

وفيما يتعلق بماكرون، ذكر مقال في صحيفة لوفيغارو أن على المرشح الشاب أن يغري قياديي اليمين من "الوزن الثقيل" إذا ما رغب في الحصول على أغلبية متماسكة في الدور الثاني من الرئاسيات.

وقال الصحفي فرانسوا كزافييه بورمو إن الدعوات لانتخاب ماكرون أو لهزيمة مارين لوبان لا تكفي، وإن على زعيم حركة "إلى الأمام" أن يبذل جهدا كبيرا لاستدراج قياديي اليمين إلى صفه.

وفي هذا السياق، يرى بورمو أن العزف على وتر التشريعيات القادمة في شهر يونيو/تموز المقبل وما يمكن لليمين أن يحظى به إذا ساير ماكرون لن يجلب غير "الأسماك الصغيرة"، في حين أن "الصيد الكبير" لا يقبل بغير حقائب وزارية أو رئاسة الوزراء نفسها.

ويقول أحد المقربين من ماكرون إن على هذا الأخير أن يتوجه إلى ناخبي اليمين لتصحيح الصورة السلبية التي علقت به بسبب ما أوردته عنه حملة المرشح اليميني فرانسوا فيون.

‪ماكرون يسعى لكسب ودّ قيادات اليمين الكبيرة‬ (غيتي إيميجز)
‪ماكرون يسعى لكسب ودّ قيادات اليمين الكبيرة‬ (غيتي إيميجز)

تشظي اليمين
لكن انضمام شخصيات قيادية من اليمين إلى حكومة الرئيس المرتقب ستخلق حالة من التناقض، حيث سيجد وزراء اليمين أنفسهم في مواجهة حزبهم الأم أثناء الانتخابات التشريعية، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا تمت إعادة بناء حقيقية لخط اليمين السياسي، أو إذا ما تشظى حزب الجمهوريين.

من جانبها، حاولت مارين لوبان استقطاب أصوات ناخبي جان لوك ميلونشون في مقابلة أجرتها أمس الثلاثاء مع قناة "تي أف 1" الفرنسية، وقالت إنها لا تخاطب الفرنسيين على أنها رئيسة "الجبهة الوطنية"، بل على أساس أنها مرشحة لأن تكون رئيسة فرنسا.

ووجهت لوبان -حسب ما أوردته صحيفة لوموند- سهام نقدها لخصمها ماكرون، واعترضت بشدة على برنامجه الاقتصادي، منددة بـ"العولمة المتوحشة"، كما اتهمته بكونه في قبضة "اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا"، التي دعت بالمناسبة إلى حلها.

وقدمت زعيمة اليمين المتطرف نفسها على أنها "أوروبية" رغم أنها لم تكن تدخر جهدا لانتقاد الاتحاد الأوروبي، وقالت إنها "ليست خصما لأوروبا"، موضحة أنها إن أصبحت رئيسة ستدخل في "مفاوضات" مع الاتحاد، ثم تعرض نتيجة هذه المفاوضات للاستفتاء بفرنسا.

برنامجان لبلد واحد
وقالت لوبان إنها تريد "علاقات سلام مع جميع الدول"، مؤكدة أن "الشعوب تريد أن تُحترم في نمط حياتها وهويتها".

وفيما يتعلق ببرامج المرشّحين اللذين سيخوضان سباق الدور الثاني نحو قصر الإليزيه، عقدت صحيفة لوموند مقارنة بين أبرز المحاور التي دعا إليها ماكرون ولوبان، معتبرة أن لكل من الطرفين رؤية تتناقض في الغالب مع رؤية الطرف الآخر.

ففي الجانب الاقتصادي، رغم أن برنامجي المرشحين بهما صبغة ليبرالية، فإن "فلسفة" الرؤيتين مختلفة إلى حد كبير، حيث إن ماكرون يتبنى رؤية ليبرالية أوروبية، في حين تركز لوبان على النزعة الوطنية وتريد الخروج من الاتحاد الأوروبي وأن تصدر تشريعات تعطي الأفضلية للمؤسسات الاقتصادية الفرنسية.

وبالنسبة للنموذج الاجتماعي، تسعى لوبان لخفض المساعدات الاجتماعية الممنوحة للأجانب وقصر فضائل الحماية الاجتماعية على الفرنسيين دون غيرهم، في وقت يريد ماكرون القيام بإصلاحات جوهرية تخص نظامي التأمينات والتقاعد.

وفي الشأن الأوروبي، تسعى لوبان إلى تنظيم استفتاء بشأن بقاء فرنسا في الاتحاد الأوروبي على شاكلة ما قامت به بريطانيا. أما ماكرون فهو المرشح الفرنسي الأكثر "أوروبية"، حيث تتضمن رؤيته مواجهة الخطاب المعادي للاتحاد الأوروبي بعقد ندوات مجتمعية لتقديم مشروع أوروبي جديد.

المصدر : الصحافة الفرنسية