صحف: المدنيون العراقيون والسوريون بمرمى النيران

سكان الموصل يعانون جراء قصف التحالف
سكان الموصل يعانون من قصف التحالف (الجزيرة)
تناولت بعض الافتتاحيات والتقارير من أبرز الصحف الأميركية والبريطانية الصادرة اليوم الموقف الملتهب في العراق وسوريا، ومعاناة المدنيين تحت وابل القصف المستمر لمواقع تنظيم الدولة.

فقد أشارت افتتاحية نيويورك تايمز إلى إصرار وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إلى أنه لم يحدث أي تغيير كبير بقواعدها لشن الغارات الجوية ضد تنظيم الدولة بالعراق وسوريا، وأن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين نتيجة تزايد العمليات الحربية بغرب الموصل التي تعتبر أقوى قتال في المناطق الحضرية منذ الحرب العالمية الثانية.

وعلقت الصحيفة بأن هذه الزيادة الكبيرة في خسائر المدنيين تثير المخاوف من أن نهج الرئيس دونالد ترمب لمكافحة "الإرهاب" يعرض الكثير من المدنيين للخطر، ويؤدي في النهاية إلى انضمام الكثير منهم إلى صفوف "الإرهابيين".

وألمحت إلى أنه بالرغم من أن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين بدأ مع الرئيس باراك اوباما لكنه تسارع مع حكم ترمب، وهو الآن يفوق العدد الذي تسببت فيه روسيا وسوريا، وفقا لمنظمة إيرويرز التي ترصد بيانات العمليات قائلة إن ما لا يقل عن 1353 مدنيا في العراق قتلوا بالغارات الجوية للتحالف.

هذه الزيادة المخيفة في خسائر المدنيين تثير المخاوف من أن نهج الرئيس ترمب لمكافحة الإرهاب يعرض الكثير من المدنيين للخطر ويؤدي في النهاية إلى انضمام الكثير منهم إلى صفوف الإرهابيين

الخسائر المدنية
ووصفت الصحيفة نهج ترمب في التعامل مع هذا الوضع الملتهب بالمتهور، وأنه يزيد من التساؤلات حول ما إذا كان الرئيس قد أزال القيود المفروضة على طريقة خوض البنتاغون للحرب، بالرغم من نفي مسؤولي إدارته لهذا الأمر.

وأشارت في ذلك إلى منح ترمب المزيد من الحرية لكبار قادته العسكريين لإعلان ثلاث محافظات في اليمن "منطقة أعمال عدائية نشطة" ما يعطي القادة مزيدا من المرونة للضرب.

وختمت الصحيفة بأنه من المستحيل تجنب كل الخسائر المدنية، خاصة في مدن مزدحمة مثل الموصل حيث يوجه نحو نصف مليون مدني من قبل حكومتهم للبقاء بأماكنهم أو يمنعون من المغادرة من قبل مقاتلي تنظيم الدولة، وأكدت أهمية مواصلة الولايات المتحدة وحلفائها التمسك بالبروتوكولات التي تقلل الخسائر المدنية والتحقيق بالوفيات التي سببتها الغارات الأميركية ونشر النتائج للعلن وتعويض الأسر الثكالى.

‪الموصل.. صفحة بائسة جديدة من التغريبة العراقية‬ الموصل.. صفحة بائسة جديدة من التغريبة العراقية (الجزيرة)
‪الموصل.. صفحة بائسة جديدة من التغريبة العراقية‬ الموصل.. صفحة بائسة جديدة من التغريبة العراقية (الجزيرة)

وفي نفس الصحيفة، قال متحدث عسكري أميركي أمس إن مقاتلي التنظيم كانوا يسوقون السكان المحليين في غرب الموصل إلى المباني قاصدين بذلك أن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين سيحد من شن الولايات المتحدة للغارات الجوية، ويساعد في استعادة نصف المدينة.

وقال المتحدث باسم القوة الأميركية التي تقاتل التنظيم إن "ما نراه الآن ليس استخدام المدنيين كـ دروع بشرية، لكن التنظيم يهربهم إلى المباني كي لا نراهم ويستخدمهم كطعم لاستدراج التحالف إلى الهجوم".

حرب العصابات
وأضاف العقيد جوزيف سكروكا أن الغارة الأميركية يوم 17 مارس/آذار -والتي أدت إلى انهيار مبنى في غرب المدينة وقتل عشرات إن لم يكن مئات المدنيين العراقيين- قد سببت تغييرا في التكتيكات الأميركية.

ومن إندبندنت البريطانية، كتب مراسلها في الموصل باتريك كوكبيرن: السكان المحاصرون في مدينة الموصل القديمة يموتون جوعا لأنهم لم يتلقوا أي طعام منذ ثلاثة أسابيع، وقد نفدت مدخراتهم ولم يعد لديهم ماء ولا كهرباء، ولا أحد يستطيع مغادرة المنطقة لأن تنظيم الدولة يطلق النار على كل من يحاول الهرب.

ويصف المراسل حال المدينة القديمة من روايات أهلها وكيف أن حاراتها الضيقة التي لا تستطيع أي سيارة السير فيها تجعل منها تضاريس مثالية لنمط التنظيم في حرب العصابات الحضرية حيث تقوم فرق صغيرة من مقاتليه ومعها بعض القناصة وصانعي القنابل بالتسلل من منزل لآخر عبر ثقوب في الجدران، وإذا حدث وأصيب أحدهم يقومون بنقله إلى الجزء الشمالي من المدينة بعيدا عن خط الجبهة في الجنوب.

وأشار إلى حال الناس بالمدينة بأنهم يفعلون المستحيل للهرب بأي وسيلة وأن مقاتلي التنظيم يطلبون ألفي دولار رشوة لترك من يريد الفرار، وأن العديد ممن يحاولون الوصول إلى مكان آمن يقتلون برصاص القناصة.

المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية