أستاذة أكاديمية: تمزيق خرافة التسامح الهولندي

THE HAGUE, NETHERLANDS - MARCH 14: Dutch Prime Minister Mark Rutte takes a selfie photograph with supporters as he campaigns ahead of tomorrow's general election, on March 14, 2017 in The Hague, Netherlands. Campaigning is continuing by all parties ahead of tomorrow's general election in which the right-wing Party for Freedom (PVV), led by Geert Wilders, is expected to do well. (Photo by Carl Court/Getty Images)
هولنديون أثناء الحملة الانتخابية في لاهاي (غيتي)
قالت أستاذة أكاديمية في مقال لها نشرته مجلة نيوزويك الأميركية إن عداء السياسي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز للإسلام لا يتصادم مع السائد من القيم الهولندية، ويمثل زوايا مظلمة أصيلة من تاريخ البلاد.

وأشارت الأستاذة في الدراسات الهولندية والفلامنغية بجامعة متشيغن الأميركية إنيماري تويبوخ إلى أن صعود فيلدرز أقلق الليبراليين في الغرب الذين أصبحوا يقولون إذا سقطت أرض الحرية والتسامح في قبضة اليمين المتطرف "فأي مصير ينتظر الليبرالية الغربية؟".

وقالت إن فكرة التسامح الهولندي هي مجرد صورة نمطية سادت الغرب عن هولندا دون أن يكون لها تجسيد في الواقع، وإن فيلدرز لا يمثل حركة ظهرت فجأة لتتقاطع مع ثقافة سائدة في البلاد، مستشهدة بالاندماج الضعيف للمهاجرين في المجتمع الهولندي في مجالات التوظيف، الذي يعزوه كثير من الأكاديميين إلى هيمنة ثقافة الأغلبية البيضاء.

وأضافت تويبوخ أن هولندا شهدت قبل سبعين عاما نسبة من قتل اليهود وترحيلهم أعلى من أي دولة أخرى في أوروبا الغربية. 

كما استشهدت الكاتبة بتجربتها كطفلة بيضاء في هولندا إذ قالت إن طفولتها كانت سعيدة هناك، لكنها لم تدخل أبدا منازل جيرانهم من المهاجرين الإندونيسيين والكاريبيين والمغاربة وغيرهم.

واستمرت تقول إن أصدقاءها البيض لا يزالون يجهلون علاقة النزعة العرقية بتاريخ هولندا الاستعماري، ولا يعرفون شيئا عن أوضاع "الملونين" الموجودين في البلاد.

وقالت إن عدم التسامح الذي يجسده فيلدرز لا يقتصر على حزبه فقط، فهنالك خمسة أحزاب بين الأحزاب الـ28 المتنافسة في الانتخابات الأخيرة قامت على العداء للإسلام أو المهاجرين وحصل أحدها على مقعدين في البرلمان، مضيفة أن الأحزاب الكبيرة في اليمين واليسار لم تهتم كثيرا بالدفاع عن حقوق الأقليات والمهاجرين، ولم تدافع عن مساواة الجميع بغض النظر عن أصولهم ولونهم، ربما لسبب سياسي هو ضغط شعارات اليمين المتطرف والشعبويين عليها.

واختتمت قائلة إن هزيمة فيلدرز ربما تكون بداية لتغيير بطيء إحياءً لخرافة التسامح الهولندي.

يُذكر أن أكثر من 20% من سكان هولندا من غير البيض، وأغلبهم إندونيسيون وسوريناميون وكاريبيون من المستعمرات الهولندية السابقة أو الحالية، ومغاربة وأتراك. 

المصدر : نيويورك تايمز