كاتب بالإندبندنت يحذر واشنطن من التورط بحرب اليمن

A view of a house in what security official said was destroyed by a U.S. drone in Yemen's eastern province of Hadramout September 4, 2012. A U.S drone strike killed six suspected Islamist militants in eastern Yemen on Wednesday, a security official said, the latest sign of a Washington-backed campaign against al Qaeda-linked fighters in the impoverished country.
آثار غارة أميركية سابقة بمحافظة حضرموت باليمن (الأوروبية)

قال كاتب بصحيفة إندبندنت إنه إذا كانت هناك حرب في العالم لا يمكن تحقيق انتصار فيها لكثرة تعقيداتها، فهي الحرب باليمن، ودعا إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى عدم التدخل هناك.

وأوضح الكاتب باتريك كوكبيرن -الذي يراسل صحيفة إندبندنت البريطانية من الشرق الأوسط عامة- إن إدارة ترمب بدأت تدشن التغيير الجذري للسياسات الأميركية في الشرق الأوسط بتصعيد تدخل واشنطن في حرب اليمن.

ومضى يقول إن اليمن الذي عصف به صراع دموي استمر سنوات ربما يكون البلد الذي سيبدأ ترمب فيه مواجهته للنفوذ الإيراني بالشرق الأوسط عموما.

وكانت الغارات التي شنتها المقاتلات الأميركية في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي على بلدة الغيل بمحافظة البيضاء (جنوب اليمن)، أي بعد أيام قليلة من تسلمه رسميا مهام منصبه؛ مؤشرا على أن إدارة ترمب ترى اليمن مكانا جيدا لبدء تنفيذ إستراتيجيتها "المتشددة" في الشرق الأوسط، كما يقول كوكبيرن.

الهدف غير المعلن
ووصف الكاتب تلك الغارة بالفاشلة، قائلا رغم أن البنتاغون يقول إن الغرض منها هو جمع معلومات استخباراتية، لكن ربما يكون هدفها هو قتل قائد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قاسم الريمي أو القبض عليه.

ومهما يكن هدف تلك الغارة -يضيف الكاتب- فإنها أسفرت عن مقتل 29 مدنيا يمنيا، وجندي أميركي واحد، مشيرا إلى أن رواية البنتاغون عما حدث بالغيل تشبه كثيرا محاولات تفسير مقتل المدنيين بفيتنام وأفغانستان والعراق خلال الخمسين عاما الماضية.

يُذكر أن قائد القيادة الأميركية العسكرية المركزية الجنرال جوزيف فوتيل قال للكونغرس إن عدد القتلى جراء تلك الغارة يتراوح بين أربعة و12 شخصا.

حقيقة الأمر
وكشف الكاتب أن تلك القرية التي تضررت كثيرا من الغارة الأميركية معادية للحوثيين -الذين يستهدف ترمب تدميرهم- ولقوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وكان أهلها يعتقدون في بداية الغارة بأن الحوثيين هاجموا قريتهم للاستيلاء عليها، ولم يتبينوا حقيقة الأمر إلا بعد أن رأوا أشعة الليزر تصدر من أسلحة الغزاة.

ويقول كوكبيرن إن وسائل الإعلام في العالم درجت على التركيز على ما يجري في العراق وسوريا، إلا أن إدارة ترمب تتبع في هذين البلدين -إلى حد كبير- سياسات الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

واختتم كوكبيرن مقاله بأن اليمن صار مكانا لظهور السياسات الجديدة لترمب بالمنطقة، محذرا من أنها ربما تنضم قريبا لأفغانستان والعراق، حيث تتمنى أميركا لو أنها لم تتدخل أبدا.

المصدر : إندبندنت