صراع أميركي تركي إزاء معركة الرقة القادمة

وصول قوات أميركية إلى منبج السورية
وصول قوات أميركية إلى منبج السورية (الجزيرة)
تناولت صحف أميركية الحرب المستعرة في سوريا منذ سنوات، خاصة ما يتعلق بالصراع الأميركي التركي إزاء معركة الرقة القادمة التي تهدف لاستعادتها من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، وسط انقسام أميركي بشأن خطة المعركة.
فقد تحدثت مجلة ناشونال إنترست عن تصادم في الرؤى والإستراتيجيات بين تركيا والولايات المتحدة بشأن الأزمة السورية المتفاقمة، وأشارت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد مطلع الشهر الجاري بأنه سيوسع نطاق الدور التركي في الصراع السوري.

ونسبت إلى أردوغان قوله للصحفيين على الطائرة الرئاسية أثناء عودته من باكستان في 2 مارس/آذار الجاري بأن هدف بلاده التالي هو استعادة مدينة منبج ومن ثم مدينة الرقة السوريتين، وأضاف أن تركيا لن تسمح بقيام دولة إرهابية مستقلة على حدودها.

وأضافت المجلة أن أردوغان أشار إلى أن مدينة منبج تعود للعرب، وأنه يتوجب على قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل قوات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري وتضم مقاتلين عربا- ألا تتواجد في الرقة.

‪أفراد من قوات سوريا الديمقراطية في سوريا أثناء الاشتباك مع تنظيم الدولة شمالي الرقة‬ (رويترز)
‪أفراد من قوات سوريا الديمقراطية في سوريا أثناء الاشتباك مع تنظيم الدولة شمالي الرقة‬ (رويترز)

تحديات
وقالت ناشونال إنترست إن تصريح أرودغان يمثل تحديا للسياسات الأميركية في سوريا، وتحديا آخر بشكل غير مباشر للقوات الخاصة الأميركية التي تشارك مع القوات الكردية في مقاتلة تنظيم الدولة بالمنطقة.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة قامت منذ العام الماضي بنشر قوات خاصة لمساندة القوات الكردية وقوات من حلفائها العرب في شرقي سوريا، وأضافت أن أردوغان يهدد للمرة الثانية بتوسيع نطاق دور بلاده في سوريا، والتي تساند المقاتلين "العرب السنة" المناوئين لرئيس النظام السوري بشار الأسد.

وأوضحت ناشونال إنترست أن تصريحات أردوغان تأتي في أعقاب زيارة سرية قام بها قائد العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل إلى شمال سوريا في 25 فبراير/شباط الماضي التقى خلالها مسؤولين من قوات سوريا الديمقراطية.

وأضافت أن التهديدات بتوسيع نطاق الدور التركي في الصراع في سوريا تأتي وسط توعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة، وطلبه من وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تزويده بخطة جديدة بهذا الخصوص.

وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى وجود انقسامات أميركية بشأن الخطة لاستعادة مدينة الرقة من سيطرة تنظيم الدولة، وأوضحت أن مسؤولين في إدارة الرئيس ترمب منقسمون بشأن كيفية إيجاد الإستراتيجية المناسبة لطرد مقاتلي تنظيم الدولة من حصنهم المنيع في سوريا ممثلا بالرقة.

وأوضحت أن إدارة ترمب تواجه انقسامات داخلية بشأن كيفية مواجهة تنظيم الدولة في سوريا وطرده من الرقة دون إغضاب تركيا بوصفها عضوة مهمة في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، والتي تعارض استمرار دعم الولايات المتحدة للمسلحين الأكراد في سوريا الذين تصفهم أنقرة بالإرهابيين.

وأضافت الصحيفة أن الإدارة الأميركية الجديدة لا يمكنها استكمال خططها لاستعادة الرقة في ظل المعارضة التركية، وأن الأميركيين بانتظار الاستفتاء الذي ستشهده تركيا في 16 أبريل/نيسان القادم للتعديلات الدستورية.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية