تقرير يعيد إخفاقات إسرائيل بحرب غزة للواجهة

An Israeli soldier patrols the Israeli side of the Israel-Gaza border January 25, 2017. REUTERS/Amir Cohen
جندي إسرائيلي عند الحدود مع قطاع غزة (رويترز)

حظي تقرير مراقب الدولة في إسرائيل حول إخفاقات حرب غزة عام 2014 بتحليلات عسكرية وعملياتية صادرة عن جنرالات، وذلك في ظل تبادل الاتهامات بين المسؤولين السياسيين.

ونقلت يديعوت أحرونوت عن القائد الأسبق للمنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال الجنرال يوم-توف ساميه أن إسرائيل عانت أثناء حرب غزة من إخفاق معلوماتي استخباري حقيقي بشأن عدد الأنفاق التي حفرتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأضاف ساميه "لست مضطرا لانتظار ما سينشره تقرير المراقب اليوم، لأني أعلم ماذا كان على حدود غزة، فعملية الجرف الصامد كانت فشلا ذريعا، سواء في مستوى إدارتها من قبل الحكومة، أو جاهزية الجيش لها".

وأوضح الجنرال أن تهديد الأنفاق كان معلوما لدى جميع الأوساط الإسرائيلية المعنية قبل ثلاثة أو أربعة أشهر قبل اندلاع تلك الحرب، حتى أن بعض المعلومات وجد طريقه للنشر في وسائل الإعلام، ونظم سلاح الاستخبارات والقيادة الجنوبية يوما دراسيا بشأن الأنفاق، ولكن كان واضحا أن هناك فجوات استخبارية في المعلومات المتوفرة.

أعداد الأنفاق
وأكد الجنرال ساميه -الذي عين مساعدا لقائد المنطقة الجنوبية أثناء حرب غزة الأخيرة- أنه في الوقت التي تحدثت فيه قيادة أركان الجيش والحكومة عن وجود ما بين 68 و87 نفقا بغزة "فإنني كنت أول من ذكر بأن هناك 31 نفقا فقط".

وأشار أيضا إلى أنه طالما أن القيادة السياسية لم تصدر تعليماتها للقيادة العسكرية بالقضاء الكلي على حماس أو إعادة احتلال غزة، فقد تبقى للجيش مجالان فقط يعمل فيهما ويتجهز لهما وهما تهديد الأنفاق والقذائف الصاروخية.

‪عدد من مقاتلي حركة حماس داخل أحد الأنفاق في غزة‬ عدد من مقاتلي حركة حماس داخل أحد الأنفاق في غزة (الجزيرة)
‪عدد من مقاتلي حركة حماس داخل أحد الأنفاق في غزة‬ عدد من مقاتلي حركة حماس داخل أحد الأنفاق في غزة (الجزيرة)

وأوضح القائد السابق للمنطقة الجنوبية أنه حين تكون هناك فوضى في المستوى السياسي يسارع الساسة لاتهام الجيش بعدم الجاهزية والتحريض عليه، مع أن الحرب كانت تعني من الناحية العملياتية إخفاقا منقطع النظير للحكومة ومجلسها الوزاري "إذ بات الوزراء يطعنون بعضهم بالسكاكين".

فاقد القيمة
وذكر رئيس مجلس الأمن القومي السابق الجنرال يعقوب عميدرور -في حوار مع صحيفة معاريف- أن تقرير مراقب الدولة لا يطرح الأسئلة الحقيقية ولا يقدم الإجابات المطلوبة "ولذلك فهو غير مثير للاهتمام".

وأضاف عميدرور أن تقرير مراقب الدولة يتسم باستهدافه شخصيات، وبالتالي فهو "لا يستخلص الدروس والعبر من حرب غزة". ولذلك يدعو الجنرال إلى عدم اتباع طريقة قطع الرؤوس استنادا للتقرير وعدم تبادل الاتهامات، وإنما "البحث عن طرق العمل بصورة أفضل".

ورفض المتحدث اتهامات مراقب الدولة بأن الجيش لم يذهب للحرب للتعامل مع تهديد الأنفاق، بدليل أنه منذ انتهاء الحرب أنفق الجيش قرابة 2.5 مليار شيكل (682 مليون دولار) للتصدي لتهديد الأنفاق، ويضيف عميدرور "مع ذلك فليس أمامنا من حل مثالي لموضوع الأنفاق، ولا نمتلك قبة حديدية مثل التي نواجه بها الصواريخ".

وختم الجنرال بالقول إن عجز إسرائيل على التعاطي مع تهديد الأنفاق "يذكرني بتهديد صواريخ ساغر أثناء حرب أكتوبر 1973 مع مصر وسوريا، فقد علمت تل أبيب بها من الناحية الاستخبارية، لكنها تلقت منها ضربات قاسية أثناء تلك الحرب".

المصدر : الصحافة الإسرائيلية