واشنطن بوست: ترمب يخسر المعركة طويلة المدى بالعراق

Iraqi security forces participate in a battle with Islamic State militants in west Mosul, Iraq February 25, 2017. REUTERS/Zohra Bensemra
قوات الأمن العراقية تشارك في معركة ضد تنظيم الدولة غرب الموصل أمس الأول (رويترز)

قالت واشنطن بوست في افتتاحية لها اليوم إن إدارة الرئيس دونالد ترمب قد خسرت بالفعل المعركة طويلة المدى في العراق بسياساتها التي تعزز هيمنة الطائفية وتبقي على الظروف التي أنتجت تنظيم الدولة.

وأوضحت الصحيفة الأميركية أن تنظيم الدولة نشأ وتعزز بسبب التمييز الطائفي الشيعي من قبل الحكومة العراقية ضد السنة، وخاصة ما مارسته حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي من تمييز صارخ بمساندة إيرانية.

ولذلك ضغطت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما من أجل تخلي المالكي عن السلطة ليحل محله سياسي شيعي معتدل هو حيدر العبادي الذي تعهد بإقامة نظام يضم الجميع، لكن نواياه تم إجهاض أغلبها بواسطة الطائفيين المتشددين بمن فيهم مجموعات المليشيا الشيعية التي تسيطر عليها إيران.

تعزيز التشدد الشيعي
وأوردت الصحيفة أن سياسات إدارة ترمب خلال فترة قصيرة عززت جانب المتشددين الشيعة الذين بدؤوا يخططون لإبعاد القوات الأميركية الآن أو فور استعادة الموصل، وأضعفوا حكومة العبادي.

واستعرضت هذه السياسات مثل تصريح ترمب بأن أميركا ربما تستولي على النفط العراقي ما أغضب جميع العراقيين، وضم العراق لقائمة الدول الإسلامية السبع التي حُظر على مواطنيها الهجرة أو الزيارة للولايات المتحدة، قائلة إنه إذا لم ترفع إدارة ترمب اسم العراق من هذه القائمة في الأمر التنفيذي المتوقع، فإن العبادي سيُواجه باحتجاجات جديدة وأقوى من السابقة ومطالبات بطرد الأميركيين فورا، ورجحت الصحيفة سقوط حكومة العبادي إذا لم تتراجع واشنطن عن سياساتها تجاه العراق.

وقالت واشنطن بوست إن تقريرا صدر هذا الشهر من معهد دراسات الحرب الأميركي أشار إلى ظهور مؤشرات مبكرة على حركة عصيان سنية قيد النشوء حاليا وإن تنظيم القاعدة يحاول التقرب منها.

وأجملت فكرتها بأن الحملة العسكرية لاستعادة الموصل تمضي قدما دون خطوات سياسية تعزز جانب قادة السنة المعتدلين ضد تيار سني "متشدد" يسعى لاستدامة التمرد ضد حكومة بغداد، ويبدو أن هذا التيار سيجتذب كثيرا من المناصرين في ظل سياسات إدارة ترمب العدائية تجاه شعب العراق.       

المصدر : واشنطن بوست