الملايين في جنوب السودان يتضورون جوعا

People wait to receive food inside the United Nations Mission in South Sudan (UNMISS) Protection of Civilians site (PoC), near Bentiu, northern South Sudan, February 10, 2017. Picture taken February 10, 2017. REUTERS/Siegfried Modola
جماهير في جنوب السودان ينتظرون في أحد المواقع التابعة للأمم المتحدة قرب بنتيو شمالي البلاد للحصول على مواد إغاثية (رويترز)
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن المجاعة في جنوب السودان هي من صنع الإنسان وإنها تحتاج إلى استجابة فورية، وأضافت أن 42% من سكان البلاد يعانون خطر المجاعة وأن الملايين يتضورون جوعا.

وقالت في افتتاحيتها إن منظمة أوكسفام ووزارة الخارجية الأميركية أشارتا إلى أن جنوب السودان يعتبر بالفعل عرضة لتقلبات مناخية صادمة بالنسبة للزراعة، ولكن هذه الأزمة التي تمر بها البلاد هي من صنع الإنسان.

وأوضحت أن جنوب السودان الذي استقل حديثا في 2011 سرعان ما انزلق في مستنقع حرب أهلية مدمرة لا معنى لها في 2013، وأن البلاد الآن منقسمة إلى شظايا يجتاحها العنف الذي أدى إلى صعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها، وإلى انهيار الأسواق وتعطيل الزراعة، وإلى ترك الملايين في حالة من الجوع وسوء التغذية.

وقالت إنه كان بإمكان الولايات المتحدة وحلفائها فعل المزيد من أجل وقف القتال في جنوب السودان، والحد من تدفق الأسلحة وتحقيق ظروف أفضل لإيصال المساعدات الإنسانية.

مخيم لاجئين قرب مدينة جوبا في جنوب السودان
مخيم لاجئين قرب مدينة جوبا في جنوب السودان

مخيمات نزوح
وأضافت واشنطن بوست 
أن جهود العام الماضي لفرض حظر في مجلس الأمن الدولي على تدفق السلاح إلى البلاد باءت بالفشل لأسباب متعددة من بينها عدم تحقق الإرادة.


وتساءلت إذا ما كانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ستهتم بمساعدة هذه الأمة التي سبق للولايات المتحدة مساعدتها على الاستقلال بعد سنوات من الحرب، والتي يبدو عليها أنها تنزلق إلى الهاوية أكثر من أي وقت مضى.

وأضافت أن زعيم المعارضة رياك مشار الذي قاتل ضد رئيس جنوب السودان ميارديت سلفا كير خلال السنوات القليلة الماضية قد فر من البلاد، لكنه ترك خلفه قوات لا تزال تقاتل، وأن قوات الرئيس أيضا تشن حملات من العنف والإكراه التي أجبرت مئات الآلاف على الفرار إلى مخيمات وعبر الحدود إلى خارج البلاد.

وأشارت إلى أن القتال يشتد بشكل كثيف في المناطق الجنوبية حيث حملت القبائل الساخطة السلاح، وقالت إن للعنف آثارا رهيبة من بينها انسداد الطرق بالحواجز وانتشار الشك والريبة، مما يزيد من العوائق في طريق إيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها.

مراقبون يرون أن وقف القتال في جنوب السودان يعتبر أمرا ضروريا من أجل توصيل المساعدات إلى مستحقيها
مراقبون يرون أن وقف القتال في جنوب السودان يعتبر أمرا ضروريا من أجل توصيل المساعدات إلى مستحقيها

قمع واستبداد
وأضافت الصحيفة أن حكومة سلفا كير تشن حملة بغيضة من القمع والاستبداد ضد المجتمع المدني، مما يسهم في تعريض عمال الإغاثة للخطر، وأشارت إلى أن أجواء المجاعة تخيم على العديد من المناطق في جنوبي البلاد.

وقالت إن الولايات المتحدة قدمت أكثر من ملياري دولار في مجال الإغاثة الإنسانية، لكن الأزمة تتطلب المزيد، وإن الأهم هو محاولة وقف العنف الذي يؤدي بالمزيد من الناس إلى النزوح واليأس ويزيد من صعوبة وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين إليها.

 ودعت الصحيفة الولايات المتحدة إلى ممارسة الضغوط على سلفا كير من أجل الحد من القتال الذي يزيد من تعريض الناس إلى البؤس والحرمان.


وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة تايمز البريطانية مقالا للكاتب فيليب كولينز قال فيه إن السياسيين في جنوب السودان هم من يتسببون بالمجاعة، وإن الكارثة في البلاد لها علاقة بعدم وجود الديمقراطية أكثر من كونها ناتجة عن نقص الغذاء.

وأشار إلى التداعيات الكارثية الناتجة عن المجاعة عبر التاريخ وإلى تقارير أممية حديثة بهذا الشأن، وأضاف أن الناس يمضون أياما بلا غذاء في مناطق متعددة، من بينها في جنوب السودان، وأن الملايين يتضورون جوعا حتى الموت.

المصدر : الجزيرة + تايمز + واشنطن بوست