قراءة إسرائيلية للعلاقة بين مصر وحماس

Senior Hamas official and delegation leader Moussa Abu Marzouk (R) talks with Fatah official and delegation leader Azzam Ahmed (C) as they arrive at a hotel after negotiations in Cairo August 13, 2014. The threat of renewed war in Gaza loomed on Wednesday as the clock ticked toward the end of a three-day ceasefire with no sign of a breakthrough in indirect talks in Cairo between Israel and the Palestinians. Seen at left is Maher al-Taher from the Popular Front for the Liberation of Palestine. REUTERS/Asmaa Waguih (EGYPT - Tags: POLITICS CONFLICT CIVIL UNREST)
وفد من حماس أثناء زيارته للقاهرة عام 2014 (رويترز-أرشيف)

قالت دراسة إسرائيلية نشرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب إن الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل تراقب عن كثب التطورات الحاصلة على صعيد العلاقة بين مصر وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وعزت ذلك إلى توصل مصر وحماس إلى جملة تفاهمات أمنية وسياسية واقتصادية، وإعلان حماس أنها لا تتدخل في الشأن الداخلي المصري، في إشارة لعدم اتخاذها مواقف بعينها من الصراع الدائر بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وجماعة الإخوان المسلمين التي تعد الحركة الأم لحماس.

واعتبر الجنرال شلومو بروم، الباحث في المعهد، أن تطور الأوضاع بين حماس ومصر يتطلب من إسرائيل التأسيس لجملة قواعد مع مصر لاستغلال هذه اللحظة التاريخية لإجراء حوار استراتيجي بينهما يخصهما في النظرة المشتركة إلى مستقبل قطاع غزة، لخدمة مصالحهما الأمنية.

وقال إن الضائقة التي تمر بها حركة حماس، داخليا وخارجيا، قد تفسح المجال أمام تل أبيب والقاهرة لتخيير حماس بين إبداء مواقف مرنة وبراغماتية مقابل إعادة إعمار قطاع غزة، وإنعاشه اقتصاديا، أو البقاء متمسكة بصراعها العنيف وما يعنيه ذلك من استمرار عزلتها السياسية.

وأضاف بروم -الذي شارك في المفاوضات مع الفلسطينيين وسوريا والأردن، وعمل مساعدا لمستشار الأمن القومي الإسرائيلي- أنه منذ يوليو/تموز 2013، حين أطاح الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي، برزت توترات أمنية بين حماس ومصر، ولم تحصل لقاءات مشتركة على مستويات عليا.

وأشار إلى أن مصر ومنذ ذلك التاريخ اعتبرت حماس الذراع المسلح غير الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين، واتهمتها بتقديم المساعدة للجماعة لتنفيذ عمليات مسلحة ضد الدولة المصرية.

من جهته قال أوفير فينتر، الخبير الإسرائيلي في تاريخ الشرق الأوسط -المشارك في ذات الدراسة- إن التغير في علاقات مصر وحماس لاعتبارات سياسية وأمنية واقتصادية يجب أن يكون حافزا لإسرائيل لرفع مستوى التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية المصرية والإسرائيلية، لمواجهة تنامي الجماعات المسلحة في سيناء وقطاع غزة.

وأضاف فينتر -وهو محاضر في معهد شاليم- أن إسرائيل مطالبة بأن توضح لمصر بأن تفاهمها مع حماس لا يجب أن يجعل من الأخيرة جهة قانونية شرعية معترفا بها. كما أن إسرائيل لن تتسامح إزاء أي تفاهم بين مصر وحماس من شأنه فسح المجال للحركة لمعاودة عمليات تهريب الأسلحة.

وخلص إلى القول إنه إذا أدركت إسرائيل أن التفاهمات المصرية مع حماس لن تضرها، فقد تذهب باتجاه تخفيف الحصار عن قطاع غزة، فضلا عن أن التقارب بين حماس ومصر كفيل بإبعاد شبح الحرب القادمة مع إسرائيل.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية