صحيفة: الشك بالإسلام محرك إدارة ترمب

محكمة استئناف ترفض إعادة تفعيل قرار ترمب
رفض لقرار ترمب بحظر سفر المهاجرين (الجزيرة)

علق الكاتب ديفد ميلورد على السجال الدائر بين الرئيس دونالد ترمب والقضاء الأميركي بشأن الأمر التنفيذي بحظر سفر المهاجرين، بأنه ربما أدرك أن قدرا من التحفظ ليس فكرة سيئة، وأنه بعد أسبوعين من التحدي يبدو ترمب كما لو أنه قد قبل أن إبطال وإعادة صياغة الأمر قد يكون فكرة جيدة.

وأشار ميلورد في مقاله بصحيفة ديلي تلغراف إلى أن التوضيح بأن أي حظر للسفر لا ينطبق على المقيمين بصفة قانونية (أصحاب البطاقة الخضراء) سيكون بداية جيدة، لكنه تساءل عن سبب عدول ترمب عن رأيه هكذا. وأرجع ذلك إلى احتمال أنه يراهن على الحصول على أغلبية محافظة من شأنها أن تجعل المحكمة ترضخ لإرادته.

وأضاف أن ما فعله ترمب يبدو نوعا من التراجع التكتيكي الذي قد يكون معقولا، لكن معارضيه سيدعون أن أي تراجع تكتيكي من قبل الرئيس يمثل انتصارا لهم، لكنه قد يثبت أنه باهظ الثمن.

وفي السياق، انتقد مقال بصحيفة فايننشال تايمز أمر حظر المهاجرين واللاجئين من سبع دول إسلامية بأنه صيغ بطريقة خرقاء ونُفذ بقسوة، لكنه كان استجابة لعداء ضد الإسلام وحنين للأمن والتجانس الثقافي الذي يجد له أتباعا في جميع أنحاء العالم الغربي، وليس فقط لدى اليمين المتطرف.

ورأى كاتب المقال غيديون راشمان أنه حتى لو تم سحب الحظر أو تعديله، فمن المحتمل أن يكون هذا الأمر مجرد بداية للجهود المتكررة في الولايات المتحدة وأوروبا لتقييد الهجرة من العالم الإسلامي إلى الغرب.

حرب عالمية
وأكد راشمان وجود تطرف في تفكير بعض مستشاري ترمب الرئيسيين، مثل مستشار الأمن القومي الجنرال (المستقيل) مايكل فلين المثير للجدل، وكبير الإستراتيجيين ستيف بانون، اللذين يوقنان أنهما في صراع لإنقاذ الحضارة الغربية.

وألمح إلى ما أورده فلين في كتابه الأخير "ميدان القتال"، حيث يقول بإصرار "نحن في حرب عالمية ضد حركة جماهيرية تبشيرية من أهل الشر، معظمهم يستلهمون أفكارهم من أيديولوجية دكتاتورية: الإسلام الراديكالي". ومثله بانون الذي قال في ندوة بالفاتيكان عام 2014 إن الغرب في "المراحل الأولى من حرب عالمية ضد الفاشية الإسلامية".

ورأى الكاتب حقيقة أن أقرب مستشاري ترمب يعتقدون بأنهم منخرطون في معركة لإنقاذ الحضارة الغربية، وأن هذا هو المفتاح لفهم إدارته، وتفسير سبب تعهد الرئيس في خطاب تنصيبه بالدفاع عن "العالم المتحضر" وليس "العالم الحر".

وأردف بأنه حتى لو خسر ترمب معركة الأمر التنفيذي حول اللاجئين والهجرة، فمن المحتمل أن يعود إلى الشجار بالمزيد من الإجراءات، لأن أقرب مستشاريه والعديد من أقوى مؤيديه سيظل محركهم هو شك عميق في الإسلام وعزم على وقف هجرة المسلمين.

وسيكون هناك أيضا -لا محالة- المزيد من الهجمات "الجهادية" في كل من الولايات المتحدة وأوروبا التي ستغذي هذا الخوف والعداء، ولن يكون الجدل بشأن حظر ترمب للمسلمين حدثا معزولا، بل على العكس، هذه دلالة منذرة لمستقبل السياسة في الغرب.

المصدر : الصحافة البريطانية