سوريا.. التوفيق الصعب بين مصالح روسيا وحليفتيها
فالأتراك على خلاف رغبة حليفهم الروسي في الأزمة السورية، يرفضون أي مشاركة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في هذه المفاوضات.
ويؤكد الرئيس التركي في هذا الإطار أن "لا أحد يمكنه أن يجبرنا على الجلوس على مائدة مفاوضات جنبا إلى جنب مع الإرهابيين".
وهذا يعني -حسب صحيفة لوفيغارو الفرنسية- أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يمكنه اليوم تهنئة نفسه بأنه نجح في تغيير مسار الحرب في سوريا لصالح حليفه بشار الأسد، لا يزال بعيدا عن امتلاك العصى السحرية التي ستمكنه من فتح باب للسلام النهائي والدائم في سوريا.
وبحسب نص البيان المشترك الذي تمخض عن اجتماع زعماء كل من روسيا وإيران وتركيا، فإن القادة الثلاثة "يدعون" دمشق وممثلي المعارضة إلى "المشاركة البناءة في مؤتمر الحوار الوطني السوري".
ومن المقرر أن تجرى هذه المفاوضات في منتجع سوتشي على البحر الأسود، وينظر إليها على أنها ليست موازية لمفاوضات الأمم المتحدة في جنيف التي ستستأنف رسميا في 28 نوفمبر/تشرين الثاني فحسب، وإنما منافسة لها.
وكانت موسكو قد فشلت في محاولة مماثلة قبل أسابيع وكان السبب هو نفسه، أي رفض تركيا الحضور لأية مفاوضات يشارك فيها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، حليف حزب العمال الكردستاني الذي يشن حملات دموية داخل تركيا.
ولتحقيق أهدافه تعمّد أردوغان خلال ظهوره الأخير في سوتشي عدم انتقاد بشار الأسد، عدوه اللدود منذ بداية الصراع.
وثمة مشكلة أخرى تواجه أي جهود للحل النهائي للأزمة وهي أن الإيرانيين يريدون الحفاظ على زخم انتصارهم في سوريا والبقاء هناك وهو ما لمّح إليه الرئيس الإيراني حسن روحاني حين قال، وهو يهنئ حزب الله لدعمه الذي قدم للنظام السوري، "إن الحرب ضد الإرهاب لم تنته"، وهو ما فُسر على أنه تعبير عن رغبة طهران في مواصلة وجودها العسكري في سوريا.