إندبندنت: حتى الرسومات بغوانتانامو لن ترى النور

The interpretation of Mr Rabbani's original painting shows him undergoing so-called strappado Colfox student, Bridport, Dorset
لوحة استرابادو يوضح بها النزيل رباني أحد أشكال التعذيب التي تعرض لها (الصحافة البريطانية)

أصبح كثير من نزلاء غوانتانامو يمارسون فن الرسم والتلوين للترويح عن أنفسهم وملء فراغ أيامهم الخالية من أي نشاط، لكن الجيش الأميركي بدأ يخضع أعمالهم الفنية تلك للرقابة ويمنعها من الخروج للعلن.

ورد ذلك في تقرير نشرته صحيفة إندبندنت البريطانية أوضحت فيه أن غالبية نزلاء غوانتانامو الـ41 يرسمون ويلونون، وأن مسؤولي السجن أصبحوا خلال الأشهر القليلة الأخيرة يشجعونهم على هذا النشاط ويسهلون لهم الحصول على ما يعينهم على ممارسة هذه الهواية.

إحدى لوحات رباني المعروضة بنيويورك(الصحافة البريطانية)
إحدى لوحات رباني المعروضة بنيويورك(الصحافة البريطانية)

وقالت إنه في الوقت الذي تُخضع فيه إدارة السجن المنتجات الفنية للنزلاء للرقابة باعتبارها حساسة للغاية مثل تلك التي تتعلق بالتعذيب أو الإضراب عن الطعام، فإن كثيرا من القطع قد وجدت طريقها للعالم الخارجي بواسطة محامي النزلاء.

ملك للحكومة
لكن الآن وبعد أن تم عرض بعض هذه الأعمال بمعرض بنيويورك، منعت إدارة السجن خروج أي عمل فني من داخل السجن وأبلغت جميع السجناء بأن أعمالهم الفنية هي ملك للحكومة ومن الممكن إبادتها إذا تم نشرها.

وقالت أستاذة جرائم الفن بكلية جون جاي للعدالة الجنائية بولاية نيويورك الأميركية إرين ثومبسون إن إدارة السجن أبلغت النزلاء بأن أعمالهم الفنية إذا خرجت من السجن سيتم حرقها.

وأضافت ثومبسون التي تشرف على المعرض الذي يضم أعمالا لـ12 من النزلاء الحاليين والسابقين أن النزلاء أُبلغوا بأنه إذا وُجد "كثير" من الأعمال الفنية في زنازينهم فستتم إزالتها، مشيرة إلى أنها لا تدري ما تعني كلمة "كثير".  

إظهار الإنسانية
وقد نظمت ثومبسون المعرض كوسيلة لتوفير رؤية داخلَ عقول هؤلاء الرجال الذين تم اعتقالهم في أماكن مثل أفغانستان وباكستان، قائلة إنه من المهم إظهار إنسانية هؤلاء الناس بغض النظر عما فعلوا أو لم يفعلوا.

وقالت إن الفن يجب أن يكون نافذة للولوج إلى داخل الروح وإن السلطات إذا تجاهلت الأعمال الفنية لنزلاء السجون فستلحق الضرر بنفسها.

‪‬ لوحة النزيل عمار البلوشي التي أسماها الدوخة(الصحافة البريطانية)
‪‬ لوحة النزيل عمار البلوشي التي أسماها الدوخة(الصحافة البريطانية)

وقال المحامي كليف ستافورد سميث مؤسس منظمة ريبريف الخيرية للعفو عن المعتقلين إن أحد موكليه وهو أحمد رباني الذي كان يقود سيارة تاكسي في كراتشي بباكستان تم تعذيبه بواسطة الاستخبارات المركزية الأميركية في كابل حيث احتجز لمدة 545 يوما، قبل أن يُنقل لغوانتانامو، وتعرض لأشكال من هذا التعذيب تعود للقرون الوسطى مثل طريقة "استرابادو".

عاريا وجائعا وظامئا
يقول رباني إن الاسترابادو هو أن يعلقوك من إحدى يديك على السقف عاريا وجائعا وظامئا.

إحدى رسومات رباني -صحون وأكواب فارغة- تم عرضها بمعرض كلية جون جاي. وبالإضافة إلى ما قاله المحامي استافورد من أن رباني أطلعه على رسم لنفسه وهو يُعذب، لكن إدارة السجن منعت هذه اللوحة من الخروج من السجن دون أن تعطي أسبابا.

وأعطى المحامي تفاصيل عن اللوحة وطلب من العديد من الفنانين التشكيليين تجسيد هذه التفاصيل في لوحة تحاول استعادة لوحة رباني.

وقال ستافورد إن غوانتانامو يخبئ أسرارا كثيرة بما في ذلك التعذيب الطويل لأناس مثل أحمد رباني الذي لم يُقدم ضده أي اتهام "وهو في نظري برئ". 

لوحات تتكلم
وأضاف أنه لم يفهم كيف عذبوا رباني إلا بعد أن شاهد رسوماته "البراقة"، مضيفا أن عليهم كمحامين متطوعين أن يدفعوا مقابل هذه الأعمال.

لوحة أخرى أبدعها نزيل يُدعى عمار البلوشي وعنوانها "فرتيغو" أي الدوخة، قالت عنها ثومبسون إنها عبارة عن دوامات من الخطوط والنقاط رسمها البلوشي ليشرح لمحاميه ما حدث له عندما تعرض لدوخة جراء التعذيب، وإصابته بضربة في مخه خلال إحدى جلسات الاستجواب.

المصدر : إندبندنت