ناشونال إنترست:مسرحيات القوة السعودية لن تؤدي لحرب

U.S. President Donald Trump, flanked by White House senior advisor Jared Kushner (2nd R) and chief economic advisor Gary Cohn (R), delivers remarks to reporters after meeting with Saudi Arabia's Deputy Crown Prince and Minister of Defense Mohammed bin Salman (L) at the Ritz Carlton Hotel in Riyadh, Saudi Arabia May 20, 2017. REUTERS/Jonathan Ernst
هل يبادر حلفاء السعودية للوقوف معها لمواجهة إيران؟ (رويترز)
اهتمت مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية بالتطورات التي تشهدها السعودية على المستوى الإقليمي، وقالت إنها أصبحت أكثر حزما، لكن مسرحيات القوة التي تلوح بها في الشرق الأوسط ليس من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع حرب جديدة في المنطقة.
 
وأشارت المجلة من خلال مقال للكاتب أميتاي إتزيوني -أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن- إلى الحرب التي يشنها ولي العهد السعودي الأمير الشاب محمد بن سلمان على اليمن عبر التحالف العربي الذي تقوده بلاده، وقالت إنه فرض حصار كاملا على اليمن بالرغم مما تعانيه البلاد من المجاعة والفقر.

وأضافت أن السعودية على الأرجح عزلت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لأنه لم يواجه حزب الله اللبناني، وأنها اتهمت إيران بإعلان الحرب في أعقاب الهجوم الصاروخي الذي شنته جماعة الحوثي في اليمن 

المدعومة من إيران واستهدف مطار الملك خالد الدولي في الرياض.

وقالت إن وسائل الإعلام تروج لوجود كتلتين متنافستين في الشرق الأوسط الأولى سنية بقيادة سعودية والأخرى شيعية بقيادة إيرانية، مشيرة إلى أن أيا من الدولتين ربما تعتبر قادرة على احتواء الأخرى أو التغلب عليها.

‪الرئيس دونالد ترمب رقص بالسيف في قصر المربع بالرياض (رويترز)‬ الرئيس دونالد ترمب رقص بالسيف في قصر المربع بالرياض (رويترز)
‪الرئيس دونالد ترمب رقص بالسيف في قصر المربع بالرياض (رويترز)‬ الرئيس دونالد ترمب رقص بالسيف في قصر المربع بالرياض (رويترز)

معسكران
واستدركت المجلة بالقول لكن المعسكر السني يعتبر الأضعف وإنه في تراجع بطئ على حد قولها، في حين أن المعسكر الشيعي أقوى منه بكثير وإنه مستمر في تحقيق مكاسب كبيرة، وإن كانت بشكل تدريجي.


وقالت المجلة إنه عند مقارنة ما لدى السعودية بما لدى إيران من قوة، فإن إيران لديها قوة عسكرية تضم 550 ألفا شخص، فضلا عن امتلاكها لترسانة من الصواريخ البالستية والقذائف الموجهة قصيرة ومتوسطة المدى، وإنها تقترب من امتلاك السلاح النووي الخاص بها.

وأضافت أن إيران بصدد تطوير مروحيات هجومية متطورة وأن طهران تعتبر من بين الأفضل في العالم في تقنيات الطائرات بدون طيار، وأن لديها قوات الحرس الثوري الإيراني المؤلف من مقاتلين متخصصين مع خبرة قتالية كبيرة في ساحة المعركة.

وأما السعودية، فلا شك أن سلاحها الجوي يعتبر مثيرا للإعجاب، لكن جيشها أصغر بكثير بالمقارنة مع الجيش الإيراني، كما أنه يعتبر مترددا جدا في القتال وأنه يعتبر جيدا في حالة العرض العسكري على الأرض.

أنظمة استبدادية
وأضافت المجلة أن القوات السعودية هي كبقية الجيوش العربية التي تشكلت لحماية الأنظمة الاستبدادية من الانتفاضات المدنية غير المسلحة وليس لخوض الحروب الفعلية.
وأشارت إلى أن السعودية تعتمد على السلاح الجوي في الحرب على اليمن، وأن قواتها غير قادره على التغلب على قوات قبلية بدائية مثل جماعة الحوثي.

وأضافت أن إيران تعتبر دولة مستقرة من الناحية السياسية بينما تباشرالسعودية في محاولة للتغير على المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي. وقالت إن هذه التحول الكاسح ينذر بالفشل وإن السعودية سينتهي بها المطاف دولة فاشلة تضاف إلى لائحة الدول الفاشلة في الشرق الأوسط، على حد قول المجلة.

وأشارت إلى أن هناك لاعبا قويا آخر في هذه المعادلة وهو المتمثل في حزب الله البناني الذي يعتبر القوة القتالية غير الحكومية الأكثر تنظيما في العالم، واضافت أن لديه حو عشرين ألف مقاتل مسلح بقدر كبير من التقنيات العسكرية التي اكتسبها من إيران ومن السوق السوداء.

وقالت إن حزب الله يمتلك دبابات وطائرات بدون طيار وأكثر من 150 الف صاروخ، وأنه يحصل على التمويل والأوامر التوجيهية من إيران.

واقع لبناني
وأضافت المجلة أن محاولات السعودية تغيير الواقع اللبناني ستكون غير مجدية، وذلك نظرا لنفوذها المحدود في لبنان فحزب الله هو المهيمن على البلاد.

وقالت إنه لا ينبغي للمرء أن يتوقع أن تقوم إسرائيل بتقديم العطاءات للسعودية في هذا السياق، وذلك بالرغم من تحالفها المتزايد معها.

وأضافت أن النظام السوري الذي سعت السعودية للإطاحة به أصبح يحقق نجاحات بفضل الدعم الذي لقيه من روسيا وإيران، ومن تركيا إلى حد ما. وأن في العراق قوة واقعة تماما تحت النفوذ الإيراني، وإن الإيرانيين على صواب عندما يتفاخرون بتزايد نفوذهم في العراق وسوريا ولبنان، بينما لا تمتلك السعودية شيئا من هذا القبيل.

وأضافت أن السعودية تفقد نفوذها في مصر التي تحتسب من  المعسكر السني، فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعلن أنه ضد الحرب، كما أن الأردن تتجنب هذا الصراع، وهي مشغولة بالتعامل مع الملايين من اللاجئين السوريين ومراقبة مواطنيها الفلسطينيين.

وأما الإمارات فدولة غنية ولكن ليس لديها الكثير لتقدمه في هذاالسياق، وسط معاناتها من خلافات إزاء السياسات الخارجية.

وقالت إن المعسكر الشيعي يصعد تدريجيا على حساب المعسكر السني الذي يفتقر لقوة الإرادة، وإن روسيا تقدم الدعم للمعسكر الشيعي، وأضافت أنه ما لم تقم الولايات المتحدة برفع التزاماتها تجاه المنطقة، فإن المعسكر السني سيستمر بالفشل.

وأضافت أن أمام الولايات المتحدة خيارين، فإما أن تختار زيادة دورها في العديد من الحروب بالوكالة في الشرق الأوسط أو أن تقرر مباشرة بمواجهة إيران باعتباره الخيار المنطقي.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية