إندبندنت: استقالة الحريري ليست كما تبدو

A man walks past a banner in the mainly Sunni Beirut neighbourhood of Tariq al-Jadideh in Beirut, Lebanon November 6, 2017. The Arabic text on the banner reads
رجل يمر أمام لافتة كُتب عليها "كلنا الشيخ سعد رفيق الحريري" في أحد شوارع بيروت (رويترز)
كشفت صحيفة بريطانية أن استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من منصبه ليست كما تبدو، فهو لم يكن يتوقع ما حصل له في السعودية.

وأفادت صحيفة الإندبندنت في تقرير لمراسلها من بيروت، روبرت فيسك، أن الحريري كان يعتزم العودة إلى بيروت في اليوم التالي من استقالته حيث كان مقررا أن يلتقي في عاصمة بلده وفدا من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ويعقد مناقشات حول تحسين جودة مياه الشرب. وقال الكاتب إن كل تلك الأنشطة لم تكن توحي بأن الرجل بصدد التنحي من منصبه.

وأضاف فيسك أنه ما إن حطت طائرة الحريري في مطار الرياض، مساء الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، حتى كان أول ما وقعت عليه عيناه مجموعة من أفراد الشرطة السعودية تطوق الطائرة. وعندما صعدوا إلى الطائرة صادروا هاتفه النقال وهواتف حرسه الشخصي، وهكذا فُرض عليه ستار من الصمت.

ووصف التقرير ما حدث للحريري بأنه لحظة "مثيرة" أشبه بمسلسل درامي بُث عبر السعودية الأسبوع الماضي. وقال فيسك إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يسعى من خلال اعتقاله الحريري إلى تقويض الحكومة اللبنانية وإبعاد حزب الله منها ثم إطلاق حرب أهلية جديدة في لبنان.

مخطط لن ينجح
لكن الكاتب يرى أن هذا المخطط لن يُكتب له النجاح ذلك أن اللبنانيين "على الرغم من أنهم ليسوا في ثراء السعوديين إلا أنهم أكثر ذكاءً منهم"، مضيفا أن كل الجماعات السياسية، بما فيها حزب الله، تطالب بشيء واحد فقط وهو عودة الحريري إلى بيروت.

ومضى إلى القول إن الحريري كان في اجتماع لمجلس الوزراء في بيروت يوم الجمعة الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني عندما تلقى مكالمة هاتفية من الرياض تدعوه لمقابلة الملك سلمان. ولما كان سعد مثل والده رفيق الحريري، يحمل الجنسيتين السعودية واللبنانية، فإنه ما لبث أن طار من فوره إلى الرياض. وما كان له أن يرفض دعوة ملك حتى لو كان التقاه قبل أيام قليلة لا سيما أن شركة (سعودي أوجيه) التي يملكها الحريري مدينة للسعودية بنحو تسعة مليارات من الدولارات.

وأوضح الكاتب في تقريره أن زوجة الحريري وعائلته موجودون الآن في الرياض، فلو أنه عاد إلى بيروت فسيتركهم رهائن لدى السعودية. وأضاف أنه بعد أسبوع من "هذه المسرحية الهزلية" فإن أحاديث تدور في بيروت تطالب بتولي بهاء شقيق سعد الأكبر منصب رئاسة الحكومة في لبنان.

وتساءل فيسك عن الدافع وراء سفر الحريري إلى الإمارات؟ هل ليبرهن على أنه حر في ترحاله رغم أنه لا يستطيع العودة إلى لبنان التي يُفترض أنه يحكمها؟

من جانبها أوردت صحيفة الغارديان البريطانية أن كتلة المستقبل التي يرأسها سعد الحريري طالبت بعودته من السعودية عقب تقديمه استقالته الدراماتيكية، مما أذكى التكهنات بأنه محتجز هناك ضد إرادته.

المصدر : إندبندنت + غارديان