ثورة ما بعد النفط السعودية خليط من السخافات

Saudi Crown Prince Mohammed bin Salman attends the Future Investment Initiative conference in Riyadh, Saudi Arabia October 24, 2017. REUTERS/Hamad I Mohammed
ولي العهد السعودي أثناء مؤتمر صحفي بالرياض لمبادرات مستقبل الاستثمار (رويترز)
اهتمت ذي ديلي تلغراف بطموحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالاستثمار، وأشارت لمشاركته في جلسة حوارية ضمن منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" الذي تستضيفه الرياض، وقالت إن ثورة ما بعد النفط السعودية تعبر خليطا من السخافات.

فقد أشارت الصحيفة -في مقال تحليلي للكاتب أمبروز إيفانز بريتشارد- إلى تصريحات ولي العهد السعودي في المنتدى، وقالت إنه يحاول إقناعنا بأن السعودية ستعود إلى الإسلام المنفتح على العالم وعلى الأديان والتقاليد والشعوب.

وأضافت أن بن سلمان وعد أيضا بأن السعوديين يريدون أن يعيشوا حياة طبيعية تترجم مبادئ الدين الإسلامي السمح والعادات والتقاليد الطيبة، والتعايش مع العالم والمساهمة في تنمية المملكة والعالم.

وكان ولي العهد قال إن الحكومة ستقضي على بقايا التطرف في القريب العاجل، وإن بلاده تمثل القيم السمحة والمعتدلة والصحيحة.

‪يرى محللون أن الإرادة البركانية لرجل واحد لا تعتبر كافية‬  يرى محللون أن الإرادة البركانية لرجل واحد لا تعتبر كافية (رويترز)
‪يرى محللون أن الإرادة البركانية لرجل واحد لا تعتبر كافية‬  يرى محللون أن الإرادة البركانية لرجل واحد لا تعتبر كافية (رويترز)

مشروع نيوم
وأضافت ذي ديلي تلغراف أن تصريحات محمد بن سلمان استحوذت على موافقة المستثمرين الأجانب الذين حضروا المنتدى، متأملين في التطلعات الطموحة لمشروع "نيوم" الذي يتوقع إقامته في المنطقة التي تمتد داخل الحدود الأردنية المصرية السعودية، وسيلقى دعما بقيمة خمسمئة مليار دولار خلال الأعوام القادمة من السعودية وصندوق الاستثمارات العامة والمستثمرين المحليين والعالميين.

وأشارت إلى تصريحات الرئيس التنفيذي لمشروع "نيوم" كلاوس كلاينفيلد الذي قال إن هذه المنطقة التي تحظى بالطاقة الشمسية على خليج العقبة ستكون مختلفة عن أي منطقة أخرى، وإنها ستكون مصدرا لإدرار الأموال الهائلة.

واستدركت الصحيفة بالقول إن الولايات المتحدة تضاعف من إنتاجها من الزيت الصخري، وإنه يتوقع أن يصل إجمالي إنتاج الصخر الزيتي في الولايات المتحدة إلى 13 مليون برميل يوميا.

وقالت أيضا إنه إذا ما حدث مثل هذا الأمر فلن يكون هناك مجال لإنقاذ سوق النفط في السعودية لهذا العقد، وإن سعر النفط سيبقى منخفضا.

وذكرت ذي ديلي تلغراف أن ثمة تهديدا آخر مطلع 2020 يتمثل في أن كلفة السيارات الكهربائية ستصبح تساوي كلفة العادية التي تعتمد على محركات البنزين والديزل، فضلا عن توفر أكثر من مئتي صنف منها للبيع.

وأشارت إلى أن الهند ستلحق بـ الصين من حيث الاعتماد على الوقود الأحفوري، بينما يأمل السعوديون في بيع أجزاء من شركة أرامكو النفطية العملاقة، الأمر الذي يؤدي إلى تآكل تدفق إيرادات الدولة.

وقالت الصحيفة إن أمل محمد بن سلمان في عرض 5% من أرامكو للاكتتاب العام المبدئي في بورصة لندن أو نيويورك بمبلغ مئة مليار قد أخذ بالتلاشي، وإن السعودية بدأت التركيز على صفقة مبهمة مع بكين.

وأشارت إلى أنه يتعين تقليص الطموحات، وقالت إن تصريح ولي العهد بأن قيمة أرامكو يجب أن تكون ترليوني دولار مجرد خيال، وإن الإرادة البركانية لرجل واحد لا تعتبر كافية.

وختمت ذي ديلي تلغراف بأنه لا أحد يمكنه خلق ثورة صناعية أو تطوير الأمة الوهابية في لمح البصر.

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية