الصحف البريطانية متشائمة بوقف إطلاق النار بسوريا

U.S. Secretary of State John Kerry and Russian Foreign Minister Sergei Lavrov (R) look toward U.N. Special Envoy Staffan de Mistura (L) during a press conference following their meeting in Geneva, Switzerland on the crisis in Syria September 9, 2016.REUTERS/Kevin Lamarque
كيري يتوسط لافروف والمبعوث الأممي الخاص لسوريا ستفان دي ميستورا خلال مؤتمر صحفي بجنيف الجمعة الماضية (رويترز)
اهتمت صحف بريطانية باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا وطالبت إحداها بنشر محتواه حتى تثق كل الأطراف في ما نص عليه، وعبرت أغلب هذه الصحف عن شكوك حول نجاح الاتفاق.

قالت غارديان إن السوريين يتوقون لإنهاء الحرب، ورفع الحصارات، ووصول المساعدات الإنسانية، وبداية سياسية جديدة. لكن اتفاق وقف إطلاق النار هذا ربما ينهار إذا لم يُعلن نصه على الملأ حتى تثق كل الأطراف في محتواه، مضيفة أن السرية هي أكبر مهدد لهذا الاتفاق.

واستمرت تقول إن انعدام الشفافية هذا يعني أن سوريا أصبحت مرة أخرى حقلا لدبلوماسية سرية وهذه المرة بين واشنطن وموسكو، مؤكدة أن للشعب السوري الحق في معرفة ما اتفقت عليه أو تباحثت بشأنه القوى العالمية حول مستقبله. 

تكافؤ إستراتيجي
ووصفت الصحيفة موافقة أميركا على شراكة عسكرية مع روسية بأنها اعتراف بأن العمل العسكري الروسي طوال الشهور الماضية نقل ميزان القوى لمستوى جديد، وأهم نتائج هذه النقلة إظهار تكافؤ إستراتيجي بين روسيا وأميركا.

وذكر مقال بـ غارديان أنه وعند مغيب الشمس في سوريا اليوم سيتعرض الاتفاق لأول اختبار، موضحا أن حقيقة أن الاتفاق أبرمته واشنطن وموسكو لا تضمن نجاحه. وقال إن إبرامه من قبل العاصمتين يذكر بعصر الحرب الباردة، لكن الحرب السورية بها عدد من اللاعبين أكثر من أي حرب خلال الحرب الباردة.

وأضاف المقال أن اتفاق بلدين لا تربط بينهما علاقة باردة أو متوترة يعني أن كليهما بحاجة لهذا الاتفاق. وقال إن احتمال انهيار الدولة السورية يشكل كابوسا لبوتين لأنه سيسهل وصول "الإرهابيين" إلى بلاده.

لن يصمد طويلا
أما تايمز فقد "أكدت" أن وقف إطلاق النار بسوريا لن يطول لأن بشار الأسد وبوتين يرغبان في الانتصار أكثر مما يرغبان بالسلام، والأسد وإيران لا يفكران أبدا في أن سوريا سيكون لها مستقبل يختلف عما هي عليه الآن، ومع ذلك قالت إن بوتين من مصلحته إنهاء تدخله في سوريا قبل مجيء رئيس أميركي جديد، خاصة هيلاري كلينتون التي يُعتقد أنها ستفرض منطقة لحظر الطيران رغم أنف موسكو.

وقالت أيضا إن المخاوف تتزايد في سوريا مع ورود أنباء بأن تنظيم أحرار الشام المعارض القوي سيتجاهل دعوة واشنطن بفك الارتباط بجبهة فتح الشام، مشيرة إلى ما قالت إنه تصريح للمتحدث الرسمي باسم أحرار الشام أبو يوسف المهاجر لـ "إذاعة الكل" ذكر فيه أن من المستحيل فصل قوى المعارضة من جبهة فتح الشام لأنهم جميعا يحاربون من نفس الخندق، متسائلا "لماذا نلتزم بوقف إطلاق النار بينما ظل المجتمع الدولي على الدوام يتجاهل انتهاكات النظام؟".

وقالت فايننشال تايمز إن اتفاق وقف النار يلقي العبء الأكبر على روسيا بممارسة الضغط على النظام السوري المسؤول عن أغلب أعمال العنف والقتل بالبلاد، لكن نفوذ بوتين على الأسد غير مؤكد، كما هو نفوذ أوباما على (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان.      

المصدر : الصحافة البريطانية