ما المتوقع من قمة أردوغان وبوتين؟

Turkey's President Tayyip Erdogan welcomes Russia's President Vladimir Putin (R) to the Group of 20 (G20) leaders summit in the Mediterranean resort city of Antalya, Turkey, November 15, 2015. REUTERS/Murad Sezer
أردوغان (يسار) يرحب ببوتين في قمة العشرين بأنطاكيا في تركيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (رويترز)

قالت نيويورك تايمز إنه من المتوقع أن يراجع الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين نزاع بلديهما بشأن سوريا عندما يلتقيان اليوم الثلاثاء في بطرسبورغ، مع رغبة كل منهما في إظهار علاقة قوية مع الآخر علنا ليقولا للغرب إن العلاقات المتوترة معه لم تتسبب في عزلة أي منهما.

وأضافت أن نجاح روسيا على أرض المعارك في سوريا ربما يكون قد غير حسابات تركيا التي ظلت تصر بشدة ولفترة طويلة على مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد السلطة قبل مناقشة أي صفقة للسلام بالبلاد.

وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة أردوغان لروسيا -وهي الأولى إلى دولة أجنبية عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة- تحمل العديد من الرموز نظرا إلى تدهور العلاقات التركية مع الولايات المتحدة وأوروبا.

غضب ضد الغرب
وأوردت الصحيفة أن هناك إحساسا عميقا في تركيا بأن حلفاءها الغربيين قد فشلوا في التضامن معها ضد تهديد المحاولة الانقلابية، وأن المسؤولين الأتراك يشعرون بالقلق جراء تركيز العواصم الغربية على حملة "التطهير" التي تنفذ ضد عشرات الآلاف في الجيش والخدمة المدنية وغيرهما وتفسير ذلك بأنه نزوع نحو الاستبداد في تركيا.

ووصفت قمة بطرسبورغ بأنها تطور مفاجئ في بعض أوجهها، علما بأن موسكو وأنقرة ظلت كل منهما تكيل الشتائم والانتقادات للأخرى، وأشارت إلى أن الكرملين لا يترك أي مشكلة بين دول حلف الناتو إلا ويستغلها، وقد أعرب مرارا عن دعمه لأردوغان منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة.

ونقلت عن كاتب العمود الروسي فلاديمير فرولفو قوله إن كلا البلدين يريد أن يظهر لشركائه الآخرين بأنه ليس معزولا، وأن لديه خيارات أخرى، لديه شركاء غير غربيين للتعاون معهم، مضيفا ""سيكون هناك كثير من الأنشطة الرمزية، كثير من التلميحات والرقص، لكن النتائج الملموسة ستكون قليلة وأغلبها سيكون بشأن سوريا".

مصلحة البلدين
وأوضح فرولفو أن التوصل لحل سياسي في سوريا سيكون في مصلحة البلدين، مضيفا أن هناك خطوات يمكن لكلا البلدين اتخاذها لإعادة الاستقرار للوضع هناك، فتركيا تريد خفض الدعم الروسي للأكراد وخفض القصف على طول حدودها مع سوريا لخفض تدفق اللاجئين السوريين إليها، وقد توقفت موسكو بالفعل عن إصرارها على تمثيل منفصل للأكراد السوريين في محادثات السلام السورية.

أما موسكو فتريد من تركيا المزيد من السيطرة على حدودها لوقف انتقال المتطوعين والسلاح إلى مجموعات تعتبرها روسيا مهددة لها، خاصة تلك المتوقع منها مهاجمة القاعدة الروسية في اللاذقية.

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان ما قاله إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي في مقابلة مع وكالة تاس الروسية مؤخرا عن أن تركيا ترغب في التعاون مع روسيا للمساعدة في انتقال سياسي بسوريا في أسرع وقت ممكن. 

وذكرت نيويورك تايمز أن العلاقات بين تركيا وروسيا كانت تعود عليهما سنويا بثلاثين مليار دولار، وأن الرئيسين سبق أن تعهدا بزيادة ذلك إلى مئة مليار قبل حلول عام 2020، لكن إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا العام الماضي وقطع العلاقات بينهما أوقفا تبادل المصالح بينهما.

المصدر : نيويورك تايمز