أميركا والناتو يحتاجان لتركيا

Flags of North Atlantic Treaty Organization (NATO) member countries fly in front of the Nato headquarters in Brussels, Belgium, 28 July 2015. NATO ambassadors were set to discuss recent terrorist attacks in Turkey and Ankara's decision to launch airstrikes in Syria and Iraq. NATO member Turkey requested the meeting under Article 4 of the military alliance's treaty, which allows for consultations if a member state feels its sovereignty is threatened.
رايات الناتو يتوسطها العلم التركي أمام مقر الحلف في بروكسل ببلجيكا (الأوروبية)
أشار الكاتب هاليل دانيسماز -في مقال بمجلة تايم الأميركية- إلى مدى حاجة كل من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى تركيا، وقال إن ترك أنقرة لوحدها يعني فقدان النفوذ الأميركي في المنطقة ووضع نهاية لتحالف استمر عقودا طويلة.

وأوضح أن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/تموز الماضي أسفرت عن أكثر من مئتي قتيل، وقلبت المؤسسات الديمقراطية وزعزعت استقرار البلاد برمتها.

وأضاف دانيسماز أنه شاهد أحلك اللحظات في تاريخ البلاد بينما كان على متن طائرة في طريقها إلى إسطنبول، حيث قام مدبرو الانقلاب بإغلاق المطار، وحيث هبطت الطائرة وسط الهجوم، وأنه بقي في تركيا لعدة أسابيع ليشهد الفوضى التي مرت بها البلاد في أعقاب هذه المحاولة الانقلابية.

وقال أيضا إنه كان هناك شعور بأن الأمة تعيش حالة من الحصار، في ظل تعرضها للهجمات من كل الجهات. وأوضح الكاتب أن الإرهاب ضرب تركيا، وأن البلاد بحاجة ماسة للدفاع عن نفسها وعن ديمقراطيتها.

لكن رد فعل الغرب يهدد بتعقيد الكيفية التي يمكن من خلالها للولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي التعامل مع تركيا التي تقع في الخطوط الأمامية من حملة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

‪الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين‬ الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين (يمين) والتركي رجب طيب أردوغان التقيا في أكثر من مناسبة (الأوروبية)
‪الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين‬ الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين (يمين) والتركي رجب طيب أردوغان التقيا في أكثر من مناسبة (الأوروبية)

أحضان روسيا
وأكد الكاتب أن ترك تركيا لمصيرها يعني فقدان الولايات المتحدة لنفوذها في الشرق الأوسط، ويعني تحول أنقرة إلى أحضان روسيا، وبالتالي ابتعادها عن التحالف مع واشنطن والغرب برمته.

وقال إن زيارة جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي الأسبوع الجاري إلى تركيا تعتبر أول زيارة لمسؤول أميركي رفيع بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، وإنها تشكل فرصة لإصلاح العلاقة المتدهورة مع تركيا.

وذكر أن لدى أميركا الكثير من المسائل على المحك، فها هم حلفاؤها في أوروبا يتعرضون للهجوم بشكل لم يشهدونه من قبل، كما أن العراق وسوريا لم تعودا دولتين كسابق عهدهما، وها هو تنظيم الدولة يتمدد من ليبيا إلى أفغانستان، كما أن كلا من النفوذ الروسي والإيراني يتوسعان بشكل مضطرد.

وأكد الكاتب أن تركيا تقف سدا منيعا ضد كل هذا التهديدات المتزايدة، وأشار إلى الأهمية الإستراتيجية لقاعدة أنجرليك التركية القريبة من سوريا، وإلى دورها في توجيه الولايات المتحدة ضرباتها الجوية ضد تنظيم الدولة في كل من سوريا والعراق.

علاقة
وأضاف أن تركيا تعتبر صاحبة ثاني أكبر جيش في حلف الأطلسي، وأنه ينبغي للمسؤولين والمحللين الأميركيين الاعتراف بأن الحاجة القصوى الآن لتركيا تتمثل في ضرورة الدفاع عن نسيجها المدني، وأن يدركوا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو الخيار الشرعي للشعب التركي والمنتخب بشكل ديمقراطي.

وقال الكاتب إن أردوغان يتحدث باسم الأتراك الذين منحوه الحق بالحديث باسمهم، وإنه ينبغي لأميركا احترام هذا الحق. وأضاف أن الأتراك يطالبون الولايات المتحدة بتسليم المعارض فتح الله غولن بدعوى ضلوعه في تنفيذ المحاولة الانقلابية، وأن طلبهم يعتبر معقولا.

وأكد دانيسماز أن أقوى حليف لتركيا في الشرق الأوسط يتعرض لتهديدات، وأن هناك احتمالات لحدوث عواقب وخيمة على المصالح التركية الأميركية المشتركة. وقال إنه يتعين على صناع القرار الأميركيين تجديد وتعزيز العلاقة بين البلدين لا أن يقطعوها ويلوذون بالفرار.

المصدر : الجزيرة + تايم