شولتز: لا مكان لتركيا الحالية في أوروبا

Martin Schulz, President of the European Parliament, speaks during a press conference in the European Parliament in Strasbourg, France, 06 July 2016. Council and Commission statements on the Programme of activities of the EU's Slovakian Presidency were due to be delivered to the parliament.
شولتز طالب أنقرة بإحداث تحول سياسي فوري إن أرادت الاحتفاظ بفرص آفاقها الأوروبية (الأوروبية)

خالد شمت-برلين

ضمن متابعتها لتطورات المشهد السياسي في تركيا بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، تضمنت الصحف الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء مقابلة مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز اعتبر فيها أن تركيا الحالية لا مكان لها بالاتحاد الأوروبي.

وفي مقابلة مع صحيفة "بيلد" الشعبية، قال شولتز إن تركيا الحالية لا تنتمي بكل تأكيد إلى الاتحاد الأوروبي، وطالب أنقرة بإحداث تحول سياسي فوري إن أرادت الاحتفاظ بفرص آفاقها الأوروبية المستقبلية.

ورأى أن ما وصفها "بالإجراءات القمعية" المطبقة منذ شهور في تركيا، وتطورات ما بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، تجعل هذا البلد يدمر بنفسه فرصة عضويته في الاتحاد الأوروبي.

وأشار شولتز إلى أن هذه الفرصة سيجهز عليها نهائيا إن أعاد الأتراك العمل بعقوبة الإعدام، ودعا الأوروبيين إلى التأكيد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوضوح أن استمرار تعاونهم الوثيق مع بلاده وضمانهم لدعم نهضتها الاقتصادية مرتبطان بإنهاء تطلعه لتحويل تركيا إلى "دولة الرجل الواحد"، وإقناعه بأن استمراره في هذا المسعى "سينتهي بتركيا إلى كارثة".

وقال إن استمرار النهضة الاقتصادية في تركيا بحاجة إلى التجارة مع أوروبا التي حققت للأتراك مزيدا من النمو وفرص العمل، مشيرا إلى أن أنقرة بحاجة مماثلة إلى عضويتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي حققت لها استقرارا أمنيا في منطقة مضطربة بالحروب.

وخلص إلى أن الرئيس التركي سيهدد بلاده أمنيا واقتصاديا ويخلق لها مشكلة كبيرة إن تصور أنه يمكنه إبعادها عن أوروبا والناتو.

 أردوغان قال إنه لم يصل تركيا سوى مبالغ رمزية من أوروبا في إطار اتفاقية اللاجئين (رويترز)
 أردوغان قال إنه لم يصل تركيا سوى مبالغ رمزية من أوروبا في إطار اتفاقية اللاجئين (رويترز)

عدو متَوهَّم
وفي مقال رأي بعنوان "أرقام خاطئة لخلق عدو متوهم" نشرته صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، قال الكاتب دانييل بروسيلر إنه لن يكون بمقدور الاتحاد الأوروبي التدليل على قدرته الذاتية إن استمر في التعامل مع تركيا أردوغان كمرشح جدي لعضويته.

وذكر أن أردوغان أضاف إلى أخطائه الأخيرة خطأ جديدا باتهامه الاتحاد الأوروبي بإرسال ما بين مليون يورو أو مليونين فقط من أصل ثلاثة مليارات وعد الاتحاد بإرسالها إلى تركيا لمساعدتها على استيعاب اللاجئين.

وأشار الكاتب إلى أن المفوضية الأوروبية أكدت تحويلها 105 ملايين يورو لتركيا من المساعدات المتفق عليها بينهما ضمن اتفاقية استعادة اللاجئين، زاعما أن أردوغان يتلاعب بالأرقام الخاطئة لخلق عدو جديد هو الاتحاد الأوروبي، وتشويه الاتحاد لتقليل قيمة انتقاداته لحملة اعتقالاته وطرده من الخدمة للآلاف من معارضيه السياسيين.

واعتبر بروسيلر أن صورة الاتحاد الأوروبي وتركيا كشريكين يتعاونان في وقت الخطر لم يتبقى منها الكثير، وخلص إلى التساؤل عن احتمال لجوء أردوغان بعد استخدام الأرقام الخاطئة إلى استخدام سلاحه الخطير المتمثل في اتفاقية اللاجئين.

تفنيد الانتقادات
وفي أسبوعية "دير شبيغل"، قال فلوريان غاتمان إن المخاوف المنتشرة في ألمانيا بعد هجوم لاجئ ببلطة وسكين على ركاب قطار في مدينة فورتسبورغ، وتفجير لاجئ آخر عبوة ناسفة في مدينة أنسباخ يمكن تفهمها.

وأشار غاتمان بالمقابل إلى أن تحميل اليمين المتطرف وحزب بديل لألمانيا مسؤولية الهجومين اللذين تبناهما تنظيم الدولة الإسلامية على سياسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المرحبة باللاجئين، يعتبر تبسيطا مخلا.

وعدد الكاتب حقائق تنفي الربط بين تفجيري فورتسبورغ وأنسباخ وموجة اللجوء التي بدأت في سبتمبر/أيلول الماضي، مشيرا إلى أن مرتكب الهجوم الأول أفغاني وصل ألمانيا في يونيو/حزيران الماضي، بينما يعيش منفذ الهجوم الثاني في البلاد منذ عامين.

واعتبر أن الادعاء بتسبب فتح حدود البلاد أمام هجرة غير منظمة في فقدان الأجهزة المسؤولة المعلومات عن الداخلين، يقابله أن المتهمين بهجومي فورتسبورغ وأنسباخ مسجلان لدى السلطات، وأنهما قطعا شوطا في إجراءات اللجوء.

وأشار غاتمان إلى أن الحديث عن دور لفشل سياسة اندماج اللاجئين في الهجومين، ينفيه حياة الجاني بفورتسبورغ في كنف أسرة ألمانية وحصوله على فرصة تدريب مهني لعامين، مما جعله قدوة في الاندماج.

وخلص إلى أن الادعاء بأن رفض ألمانيا استقبال اللاجئين كان سيجنبها ما حدث في فورتسبورغ وأنسباخ، يعارضه رفض أكثرية الألمان هذا التوجه في ظل ما يحدث بسوريا وأجزاء من أفريقيا.

المصدر : الصحافة الألمانية