أزمة هوية تجتاح أوروبا

Unidentified youths look at the stand of the Schwerin Chamber of Trade at the first job training fair for refugees at the Chamber of Industry and Commerce in Schwerin, Germany, 14 July 2016. Slogan on background wall reads: 'Welcome to the Center of the German Economy'. More than 300 young people, many of them from Syria and Eritrea, visited the trade fair.
شباب لاجئون في ألمانيا بمركز تدريب على العمل (الأوروبية)

ذكر مقال بصحيفة إندبندنت البريطانية اليوم الأحد أن هجوم الفتى الألماني-الإيراني في ميونيخ الأخير كشف عن أزمة هوية تجتاح أوروبا مع استمرار القادمين من دول أخرى ولغات أخرى في المعاناة من ضغوط إثبات انتمائهم لبلدانهم الجديدة.

وتساءل المقال الذي كتبه أليسيو كولونيلي عن السبب وراء إطلاق الفتى النار والصراخ في نفس الوقت بـ"أنا ألماني"، وما حاجته لتأكيد هويته في أشد الظروف عنفا ومأساوية؟

وأجاب الكاتب بأنه يعتقد أن الفتى ربما كان يعي بحدة بأنه ألماني وإيراني في نفس الوقت، مشيرا إلى مدى المعاناة التي يشعر بها مزدوجو الجنسية ومزدوجو اللغة -في بعض الحالات- لإثبات أنهم ينتمون للمجتمع الذين يعيشون وسطه.

هل ضايقوه؟
واستمر الكاتب يتساءل عما إذا كان هذا الفتى قد تمت مضايقته حتى شعر بأنه مختلف عن المجتمع الذي يعيش فيه؟ وهل ساهمت شوفينية أوروبا واسعة الانتشار في عزل البعض بإحساسهم أنهم مختلفون؟

وتساءل: "ألسنا جميعنا مختلفين عن بعضنا البعض؟"، وأكد ضرورة التفكير بعمق أكثر بشأن الوضع النفسي والذهني للقادمين الجدد إلى أوروبا من أجل توفير أفضل الأوضاع لهم حتى لا يشعروا بالعزلة والاختلاف إلى الحد الذي يدفعهم للانتقام.

وتوقع الكاتب أن تنتقل ظاهرة إطلاق النار في أميركا إلى أوروبا إلى أن تصبح أمرا عاديا فيها إذا استمر المناخ السياسي الحالي، مشيرا إلى أن القاتل اليميني "المتطرف" النرويجي أندرس بهرنغ بريفيك قد بدأ هذه الظاهرة، وإلى أن الأسلحة -بما فيها السكاكين والفؤوس- سيزداد انتشارها شيئا فشيئا في أوروبا.

وأشار إلى أن التجمعات الكبيرة والمناسبات العامة بدأت تنحسر مع إلغاء كثير منها على نطاق القارة عقب الهجمات التي جرت خلال العام الماضي، متسائلا عما إذا كان "الإرهاب" قد كسب في نهاية المطاف مع توطن الخوف في النفوس وعزل الناس أنفسهم خوفا من الهجمات.  

المصدر : إندبندنت