بريطانيا العظمى والإنجليزي الصغير
وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى أنه ومنذ القرن التاسع عشر بدأ "البريطانيون" يميزون بين "البريتون" وهم البريطانيون المحاربون الأشداء الحريصون على توسيع نفوذهم في جزر وأراض بعيدة، وبين المواطنين ممن يسمون الإنجليز الصغار السعيدين بالاكتفاء والانكفاء على مصالحهم التجارية الذاتية "الضيقة الأفق".
وأوضحت أنه وخلال الاستفتاء، استخدم المؤيدون لاستمرار عضوية بريطانيا بالاتحاد الأوروبي شعار "الإنجليز الصغار" ليشتموا خصومهم مؤيدي الخروج لأن الأخيرين "يهدفون للانسحاب من مشروع كبير".
ما بعد الإمبراطورية
وبالنسبة لمعظم البريطانيين، يشير شعار "الإنجليزي الصغير" بشكل رئيسي إلى أولئك الذين يعارضون التدخلات الاستعمارية مثل حروب بريطانيا ضد "الأفريكان" في دولة جنوب أفريقيا الحالية والتي استمرت أكثر من مئة عام.
وقالت الصحيفة إن بعث هذا الشعار "الإنجليزي الصغير" في معركة الاستفتاء أضاف لقصة هذه البلاد في سعيها لتعريف نفسها في عصر ما بعد الإمبراطورية، حيث تضاءلت قدرتها على التأثير في الأحداث العالمية، وخطوط التمييز بين المواطنين أصبحت باهتة بفعل العولمة.
وأضافت أن مؤيدي الخروج يرون أنهم ورثة القيم البريطانية "الرجولية العظيمة" والرؤية الصاعدة دوما إلى الأعلى، المضادة تماما لـ"الصغير".
العظمة التي كانت
وذكرت أن زعيم حملة الخروج عمدة لندن السابق السياسي المحافظ بوريس جونسون قال لجمع من الناس في لندن "خروج بريطانيا يمثل حاليا المشروع الكبير لليبرالية الأوروبية، وأخشى أن يكون الاتحاد الأوروبي، بكل المبادئ العليا التي بدأ بها، يمثل حاليا النظام القديم".
واستخدم منتقدو جونسون شعار "الإنجليزي الصغير" لوصف مؤيدي الخروج وشتمهم نظرا إلى أنهم "سيتسببون" في تقليص آفاق بريطانيا وتضاؤل نفوذها خارج الاتحاد.
ونقلت عن أحد الكتاب البريطانيين قوله إن الخروج لن يعيد "العظمة" لبريطانيا، إذ "إنه ببساطة سيسلم بريطانيا العظمى إلى الإنجليزي الصغير".
كذلك أخذ شعار "الإنجليزي الصغير" بعدا جغرافيا عقب بعده السياسي. فلندن الكبرى، وأسكوتلندا وأيرلندا الشمالية صوتت عموما لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد، في حين صوتت غالبية إنجلترا وويلز للخروج.