ديفد إغناشيوس: الدليل على فشل سايكس بيكو

Syrians refugees after crossing into Jordanian territory with their families, in the Hadalat reception area, near the northeastern Jordanian border with Syria, and Iraq, near the town of Ruwaished, jordan,Thursday, Jan. 14, 2016.(AP Photo/Raad Adayleh)
الحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات شردت الملايين وأجبرتهم على النزوح إلى الدول المجاورة والخارج (أسوشيتد برس)
قال الكاتب ديفد إغناشيوس إن الاضطرابات الأخيرة في كل من سوريا والعراق تقدم دليلا على فشل اتفاقية سايكس بيكو التي رسمت حدود الشرق الأوسط منذ مئة عام، وأشار إلى اختفاء الحكومة المركزية في كلا البلدين، في ظل ما تشهده المنطقة من تناحر وانقسامات.

وأضاف في مقاله بصحيفة واشنطن بوست الأميركية أن على الولايات المتحدة الحديث مع حلفائها عن كيفية بناء المستقبل السياسي للبلدين، بدلا من رسم الحدود أو المغامرة السيئة في الاستعمار الجديد لأميركا في الفترة ما بعد 2003.

ويرى أن على أميركا اتباع نموذج للتفكير المبتكر يقود إلى إيجاد حلول لأزمات المنطقة، ويقول إن التحدي أمام الرئيس الأميركي باراك أوباما في نهاية فترته الرئاسية يتمثل في ضرورة البدء ببناء الأساسيات لنظام جديد من الأمن والتنمية الاقتصادية للسنة والشيعة والأكراد والأقليات في الشرق الأوسط.

وقال إغناشيوس إن على أميركا مساعدة الأكراد للحصول على كردستان عراقي مستقل، إذا تم ذلك من خلال التفاوض مع الحكومة المركزية في بغداد، ونسب إلى بعض القادة العراقيين من السنة والشيعة قولهم إنهم يفضلون أن يكون العراق فدرالية تتشكل من القوى الثلاث الرئيسية.

أخطاء ومظالم
ودعا الكاتب إلى إجراء مفاوضات في سوريا تكون مشابهة لما يجري في العراق بشأن طبيعة الانتقال السياسي في البلاد.

وأشار الكاتب إلى أن محاولة إعادة الدول إلى ما كانت عليه لم تنجح، وأوضح أن الولايات المتحدة حاولت إعادة العراق إلى ما كان عليه لكنها فشلت في مسعاها، كما أن إيران وجدت نفسها غير قادرة أيضا على الحفاظ على النظام في العراق.

وأضاف أن هذا هو الدرس المستفاد من الفوضى التي حدثت مؤخرا في بغداد مع اقتحام المتظاهرين مجلس النواب الذي يهيمن عليه الشيعة.

وقال إغناشيوس إن إصلاح الشرق الأوسط يحتاج إلى عمل على مدى جيل، وإن الوقت قد حان لأميركا وأوروبا وروسيا والسعودية وإيران للبدء بالتفكير وبشكل عاجل بالناس في كل من العراق وسوريا، وبالبنى الجديدة التي من شأنها أن تعالج الأخطاء والمظالم.

المصدر : الجزيرة + واشنطن بوست