هل يستمر الأسد في تجاوز الخطوط الحمر؟

File - This file image provided by Shaam News Network on Thursday, Aug. 22, 2013, which has been authenticated based on its contents and other AP reporting, purports to show dead bodies after an attack on Ghouta, Syria on Wednesday, Aug. 21, 2013. The tiny and impoverished Balkan nation of Albania was emerging Friday, Nov. 15, 2013 as a likely location for the destruction of Syria's chemical weapons stockpile. The Organization for the Prohibition of Chemical Weapons was discussing a plan to destroy its estimated 1,000-metric-ton arsenal, which includes mustard gas and the deadly nerve agent sarin. Syria says it wants the weapons destroyed outside the country and the OPCW has described that as the "most viable" option.(AP Photo/Shaam News Network, File)
جثث ضحايا هجوم بسلاح كيميائي شنه نظام الأسد على بلدة الغوطة بريف دمشق يوم 21 أغسطس/آب 2013 (أسوشيتد برس)

قال كاتب أميركي مرموق إن أمام إدارة الرئيس باراك أوباما فرصة أخرى لفرض حدٍّ لا يمكن تجاوزه ضد استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، في ضوء تقارير جديدة تفيد بأن نظام بشار الأسد استخدم غاز الأعصاب ضد "المسلحين المتطرفين" وربما يخطط للمزيد من الهجمات.

وكتب ديفد إغناشيوس في مقال بصحيفة واشنطن بوست أن قرار الرئيس أوباما بعدم الثأر من الأسد لاستخدامه السلاح الكيميائي عام 2013 بات "رمزا" لسياسته الخارجية التي يرى منتقدوه أنها تفتقر إلى الفعالية الكافية في سوريا ومناطق أخرى.

وبرر أوباما إحجامه هذا بالاتفاق الدبلوماسي الذي جرى التفاوض حوله بين الولايات المتحدة وروسيا لتدمير ترسانة سوريا الكيميائية.

غير أن تقارير إعلامية إسرائيلية شككت في امتثال الأسد. فقد نقلت صحيفة هآرتس عن مسؤول حكومي في الثاني من مايو/أيار الجاري أن قوات الأسد شنت هجوما بـغاز السارين الشهر الماضي ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي ظل الصمت الدولي إزاء تلك الهجمات، بدا أن المسؤولين الإسرائيليين يتوجسون خيفة من أن الأسد سيواصل الضرب بالأسلحة المحظورة، كما ذكر إغناشيوس في مقاله.

ووصف الكاتب الاستخدام "المزعوم" لغاز السارين بأنه مؤشر آخر على أن الأسد ميال على ما يبدو لخرق الجهود الدبلوماسية لتخفيف حدة الحرب في سوريا.

على أن نظام الأسد ما فتئ يسوق المبررات لتلك الهجمات بالقول إنه يقصف مواقع تنظيم الدولة وجبهة النصرة. بيد أن هؤلاء "الجهاديين" دأبوا على الذوبان وسط المدنيين وجماعات المعارضة المعتدلة بحيث يجعل ذلك من "غير المتطرفين" أهدافا أيضا.

ويرى إغناشيوس أن الدبلوماسية تظل بؤرة اهتمام الإدارة الأميركية في سوريا، مشيرا إلى أن شراكتها مع روسيا في اتساع لا انكماش على ما يبدو بالرغم مما يعتريها من انتكاسات.

وقال "لكن سوريا أظهرت سوءات دبلوماسية القوى الكبرى هذه، إذ لا يبدو أن روسيا تسيطر على الأسد حتى إن حاولت ذلك. كما أن الولايات المتحدة ظلت عاجزة عن إجبار مقاتلي المعارضة على الفكاك من جبهة النصرة وتنظيم الدولة".

وأضاف أن الأسد الذي كان يُنظر له ذات يوم بأنه طبيب العيون الرقيق، أثبت أنه "زعيم عنيد والمتهور قاسي القلب الذي يضاهى تنظيم الدولة الإسلامية في وحشيته".

وخلص المقال إلى أن ثمة "فجوة عميقة" في الخطة الأميركية للاستيلاء على معاقل تنظيم الدولة في الرقة ومنبج شرقي سوريا. فواشنطن -برأي إغناشيوس- تريد أن يتولى العرب السنة زمام هذه الحرب، لكن المقاتلين الوحيدين الذين يمكن للولايات المتحدة الاعتماد عليهم هم الأكراد السوريون من مليشيا وحدات حماية الشعب التي تعتبرها تركيا (حليفة الناتو) منظمة إرهابية، وهو ما يزيد الوضع تعقيدا.

وختم الكاتب مقاله بالتساؤل "هل أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على استعداد حقا لتقبل وضع يُعتبر فيه استخدام الأسلحة الكيميائية أمرا طبيعيا رغم أن الاتفاق الروسي الأميركي يحظرها؟".

المصدر : واشنطن بوست