غارديان: إنهاء الفساد يبدأ بأميركا وبريطانيا

(L-R) Sarah Chayes from the Carnegie Endownment for International Peace,British Prime Minister Cameron, Afghan President Ghani and French magistrate Eva Jolly share a platform at the international anti-corruption summit, London, Britain, May 12, 2016. REUTERS/Paul Hackett
جانب من قمة مكافحة الفساد التي انطلقت في لندن (رويترز)
قال الكاتب جيفري ساكس -في مقال بصحيفة ذي غارديان البريطانية- إنه لوضع حد للفساد يجب البدء بالولايات المتحدة وبريطانيا لأنهما تسمحان به وترعيانه في وضح النهار، وإن مخالب الفساد تمس عمق الأنظمة المالية في هذين البلدين.

وأوضح ساكس -المدير التنفيذي لمعهد الأرض في جامعة كولومبيا ومؤلف كتاب "ثمن الحضارة"- أن دعم أميركا وبريطانيا لشركات وهمية وللملاذات الضريبية والإفلات من العقاب يسهل المخالفات المتعلقة بالفساد. وأضاف أنه يجب على الوفود المشاركة بقمة مكافحة الفساد في لندن ألا تنسى ذلك.

وقال أيضا إن مكافحة الفساد لا تتحمل العبثية لأن كثيرا من الفساد هذه الأيام يحدث علنا، ولأن ظواهر الفساد أصبحت صارخة ولا يمكن الدفاع عنها لدرجة أن محاولات تبرير الفساد أصبحت ضربا من الخيال.

وأضاف أن الشركات الوهمية تمثل واحدة من ظواهر الفساد المنتشرة، وهي كيانات قانونية مصممة لحماية المالكين الحقيقيين من الإفصاح عن ثرواتهم ومن المسؤولية والمساءلة.

جزر العذراء
وأشار ساكس إلى أن بريطانيا تعد مركز شبكة الإفلات من العقاب، فهي التي تشرف على جزر العذراء التي يبلغ عدد سكانها 28 ألف نسمة، وفيها أكثر من مليون شركة مسجلة أي ما يقارب 35 شركة لكل شخص من سكانها المقيمين فيها.

وأوضح أن هذه الجزر تعتبر الملاذ الضريبي الأكثر شعبية من الشركات التي كشفت عنها وثائق بنما، وأضاف أن التقديرات الأخيرة أشارت إلى أن جزر العذراء البريطانية تستضيف حوالي 470 ألف شركة نشطة.

وذكر الكاتب أن مخالب الفساد تمس عمق الأنظمة المالية بكل من بريطانيا والولايات المتحدة، وأوضح أن البنوك في لندن ووول ستريت دفعت عشرات المليارات من الدولارات غرامات مفروضة على التداول الداخلي والاحتيال المالي والتلاعب بالأسعار، وغيرها من الجرائم المالية بالسنوات الأخيرة.

وأضاف أن غالبية البنوك الكبرى لم تتخذ إجراءات على مخالفات منظماتها، وبالتالي فإنه من الصعب الهروب من الاستنتاج بأن الشركات المالية الكبرى جزء من شبكة عالمية من الجرائم المالية المنظمة، ولكن لدى الملاذات الضريبية والبنوك من يدافع عنها.

ملاذات ضريبية
وقال ساكس إن في بريطانيا والولايات المتحدة مئات الآلاف من المحامين والمصرفيين ومشغلي صناديق التحوط والسياسيين والمحاسبين والمنظمين الذين أسسوا نظام الملاذات الضريبية العالمية للأغنياء، ممن لديهم أكثر من عشرين تريليون دولار من الأموال المخبأة بعيدا عن الضرائب والسلطات والقانون والأنظمة البيئية والمساءلة.

وقال كذلك: إنه لأمر جيد أن تستضيف بريطانيا قمة لمكافحة الفساد، ولكن دعونا نكون واضحين، فالمملكة المتحدة هي التي سهلت الفساد في نيجيريا وأفغانستان وغيرهما منذ فترة طويلة، وليس فقط عن طريق الملاذات الضريبية.

المصدر : الجزيرة + غارديان