الطغيان سبب "الإرهاب" والفوضى بالشرق الأوسط
تناولت صحيفة واشنطن بوست الأميركية الفوضى التي تعم الشرق الأوسط، وقالت إن القمع والطغيان في مصر والمنطقة هما اللذان يتسببان في عدم استقرارها وفي انتشار "الإرهاب" وتزايد عدد "الإرهابيين".
فقد نشرت الصحيفة مقالا للكاتبة لورين كوسا -التي غطت مجال حقوق الإنسان في مصر بين عامي 2010 و2012- في الفترة التي شهدت عزل الشعب المصري للرئيس حسني مبارك، أشارت فيه إلى أن بعض السياسيين الأميركيين يرون أن ثورات "الربيع العربي" كانت أمرا كارثيا.
لكن الكاتبة -التي سبق أن عملت لدى وزارة الخارجية الأميركية- قالت إن الطغاة هم سبب عدم استقرار الشرق الأوسط، وإن دعم الغرب وتحالفه مع بعض القادة من الدكتاتوريين بالشرق الأوسط، لا يصب إلا في مصلحة "الإرهاب" على المدى البعيد.
وأضافت أن العديد من الساسة الأميركيين باتوا ينظرون إلى الربيع العربي على أنه كارثة، وأن "المنطقة بحاجة لرجال أقوياء" يعملون على جعل دولهم تكون أكثر استقرارا وأمنا.
ضرر
لكن الكاتبة استدركت بالقول إن هذا المفهوم خاطئ، موضحة أن دعم أميركا للدكتاتوريين قد يعمل على جلب الاستقرار للمنطقة على المدى القريب، ولكنه يعود بالضرر على الولايات المتحدة نفسها نهاية المطاف.
وأضافت أن توقف أميركا عن مساءلة الحكومات في الشرق الأوسط بشأن قيم شعوبها تتسبب في ظهور عدو أكثر شراسة، وذلك لأن "الإرهاب" ينمو ويزدهر عندما لا تقف الحكومات إلى جانب الشعوب.
وأشارت إلى أن القمع الشديد الذي مورس ضد الشعب في عهد مبارك تسبب في عزله، وأن حكومته عمدت إلى مهاجمة المجتمع المدني والحركات الديمقراطية الليبرالية، وأنها أوهمت أميركا أن عليها الاختيار بينها وبين المسلمين "المتطرفين".
ودعت الكاتبة الغرب إلى دعم الحركات الديمقراطية الصغيرة في الشرق الأوسط، وإلى تشجيع الدول التي يؤمن مواطنوها أن لديهم مستقبلا ينتظرهم.