صحف: أزمة اللاجئين بأوروبا ستستمر عقودا

Migrants are reflected in a puddle while waiting in line to receive hot tea, during a rainfall at the northern Greek border point of Idomeni, Greece, Tuesday, March 15, 2016. Hundreds of migrants and refugees walked out Monday of an overcrowded camp on the Greek-Macedonian border Monday, determined to use a dangerous crossing to head north but were returned to Greece.(AP Photo/Vadim Ghirda)
لاجئون عند الحدود يعودون إلى اليونان بعد إغلاق مقدونيا حدودها في وجوههم (أسوشيتد برس)

تناولت صحف أميركية أزمة اللجوء والهجرة إلى أوروبا، وتفاوتت مواقفها بين مطالبة الاتحاد الأوروبي بوضع إستراتيجية طويلة المدى للتعامل مع اللجوء والهجرة كقضية مستمرة حتى لا تتسبب في خلق أزمة تعصف بوجود الاتحاد نفسه وتصبح أزمة مستمرة لجميع دوله، وبين مطالبة الاتحاد بعدم التخلي عن قيمه الإنسانية وفتح حدوده للاجئين.

وقالت مجلة فورين بوليسي إن أوروبا رغم المصاعب الراهنة، يمكنها إنقاذ نفسها. وأشارت إلى المشاكل الكبيرة التي ظلت تواجه الاتحاد الأوروبي حتى قبل أزمة اللاجئين، مثل: أزمة منطقة اليورو، وبطء النمو الاقتصادي، وأوكرانيا، وخوف اليمينيين من الأجانب، وانتعاش الشعور القومي، والنتائج السلبية للتوسيع الزائد لحدود الاتحاد، والجدل حول خروج بريطانيا… إلخ.

مجلة فورين بوليسي: أزمة اللاجئين لن تنتهي حتى إذا توقفت الحرب الأهلية في سوريا غدا، لأن هناك الملايين من سكان الشرق الأوسط وأفريقيا سيهاجرون إلى القارة في العقود المقبلة، خاصة أن النمو السكاني في هذه المنطقة يزيد بمعدلات عالية جدا

وأضافت أن كل واحدة من المشاكل المذكورة تصعب معالجتها بسهولة، ومواجهة كل هذه المشاكل دفعة واحدة ثبت أنها شبه مستحيلة. وأزمة اللاجئين ربما تكون هي الأكبر، إذ هددت اتفاقية شنغن للحدود المفتوحة، وعززت التأييد لخروج بريطانيا من الاتحاد وهو ما سيكون له نتائج وخيمة على المشروع الأوروبي بأكمله، وسممت العلاقات بين دول الاتحاد التي كانت أصلا متوترة بسبب أزمة اليورو، وأضعفت قوة التفاوض مع تركيا.

اللجوء لن يتوقف
وأوضحت أن أزمة اللاجئين لن تنتهي حتى إذا توقفت الحرب الأهلية في سوريا غدا، لأن هناك الملايين من سكان الشرق الأوسط وأفريقيا سيهاجرون إلى القارة في العقود المقبلة، خاصة أن النمو السكاني في هذه المنطقة يزيد بمعدلات عالية جدا.

وقالت إن أوروبا ستظل جاذبة للاجئين والمهاجرين بسبب ازدهارها الاقتصادي وتوفيرها الأمن الشخصي وقدرتها على الرعاية، كما أن سكانها يتناقصون ويشيخون.

ودعت أوروبا إلى أن تتعامل بجدية مع هذه المشكلة وتبدأ في وضع إستراتيجية طويلة المدى بشأنها، قائلة إن سوريا هي رأس جبل الجليد فقط، وإذا لم تتحكم أوروبا بأراضيها، فلن تستطيع السيطرة على مصيرها السياسي أيضا.

ودعت إلى أن تضع الدول الأوروبية اتفاقات عامة بشأن من يحق له الدخول ومن لا يحق له، قائلة إن أخطر الهجرات هي التي تغيّر مجتمعات الاستقبال بسرعة أكبر مما يمكن السيطرة عليه.

القيم الأخلاقية
أما صحيفة نيويورك تايمز فقد تساءلت عن القيم الأخلاقية للاتحاد الأوروبي وشجاعته السياسية، قائلة إنه رغم اضطراب صناع السياسات واستغلالهم الشعبي لقلق المواطنين ومخاوفهم، يظل الاتحاد الأوروبي منارة للحرية والاستقرار.

وأضافت أن اللاجئين سيستمرون في القدوم إلى أوروبا على أمل العثور على حياة أفضل، قائلة إن إدارة أزمة اللاجئين يجب ألا تجعل أوروبا أقل حرية أو استقرارا أو عدالة أو وحدة. وحذّرت من أنه إذا فقدت أوروبا الشجاعة السياسية والأخلاقية فربما تنهزم بسبب هذه الأزمة، ودعتها إلى بذل جهود أكبر لمواجهتها.

وقالت واشنطن بوست إن السؤال المطروح أمام الاتحاد الأوروبي هو إن كانت لديه القدرة على الحفاظ على رد فعل إنساني حتى إذا كان محدودا.

المصدر : الصحافة الأميركية