تلغراف: اتفاق نووي إيران أطلق سباق تسلح بالمنطقة
قالت صحيفة صنداي تلغراف البريطانية إن ثمة خطرا حقيقيا الآن يتمثل في أن السعودية وحلفاءها سينخرطون في مواجهة عسكرية وصفتها بالخطيرة مع إيران.
وأنحت الصحيفة باللائمة في ذلك على الاتفاق النووي "غير الحكيم" الذي أبرمه الرئيس باراك أوباما مع إيران، وهو ما أطلق العنان لسباق تسلح جديد بالمنطقة.
جاء ذلك في معرض تعليقها على إقدام طهران مؤخراً على اختبار صاروخين باليستيين، وهو ما رأته الصحيفة تصرفا غير مطمئن من دولة تزعم أنها تريد علاقات أفضل مع العالم الخارجي.
ونظرت السعودية ودول الخليج الأخرى إلى هذا الإطلاق الذي تزامن مع جولة جو بايدن نائب الرئيس الأميركي بالمنطقة من قبيل "العمل العدائي الاستفزازي غير الضروري".
كما أنه يُحرج الإدارة الأميركية كثيراً وهي التي تسعى لبث الطمأنينة في نفوس حلفائها بالخليج وإسرائيل بأن الاتفاق النووي المثير للجدل مع طهران "وضع حدا للمحاولات الإيرانية لإنتاج أسلحة نووية، في الوقت الراهن على الأقل".
وأوضحت الصحيفة أن من أبرز إخفاقات ذلك الاتفاق أنه يتيح لـ طهران مواصلة العمل في تطوير صواريخها الباليستية، واصفة إيران بأنها الدولة التي قالت عنها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ذات مرة إن لديها برنامجا لإنتاج أسلحة نووية.
وليس من المستغرب -والحالة هذه- أن تعكف دول الخليج العربية بدورها في تطوير درع مضاد للصواريخ الباليستية خاص بها بمليارات الدولارات. وإن لم يكن لأوباما من إرث آخر يخلفه وراءه فيكفي أنه سيجعل الشرق الأوسط في غمار سباق تسلح جديد.
والمشكلة الآن تكمن في أن واشنطن إذا لم تكن مستعدة للتصدي بجدية لتصرفات طهران المستمرة والمتمثلة في ولعها بالحرب -على حد تعبير صنداي تلغراف- فإن عددا لا بأس به من القادة العرب مستعدون لذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من المكاسب التي حققها التيار "المعتدل" في الانتخابات التشريعية الأخيرة، فإن القوة الحقيقية في إيران تظل في يد الحرس الثوري الذي يضطلع بمهمتي الدفاع عن الوطن وتصدير قيم الثورة إلى العالم الإسلامي مع التركيز بوجه خاص على دول الجوار العربية.
ومما يؤرق مضاجع القادة العرب الموالين للغرب -طبقا للصحيفة البريطانية- أن إيران ستشرع في تعزيز وتطوير قدراتها العسكرية اعتمادا على مبلغ الـ150 مليار دولار التي ستحصل عليها بعد رفع العقوبات عنها.