تل أبيب تستفيد من روسيا أكثر من تركيا

Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu (C) attends the weekly cabinet meeting in Jerusalem February 28, 2016. REUTERS/Ronen Zvulun
حكومة بنيامين نتنياهو حائرة بين إنهاء الأزمة مع تركيا وكسب بوتين لقطع علاقاته مع إيران وحزب الله (رويترز)

قال الكاتب السياسي الإسرائيلي ومقدم البرامج التلفزيونية بن كاسبيت في مقال له بموقع يسرائيل بلاس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبدو أكثر أهمية لإسرائيل من نظيره التركي رجب طيب أردوغان، لأن معركة السيطرة التي تخوضها روسيا وإيران على سوريا تقرب بوتين من الموقف الإسرائيلي، مما يجعل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو غير متسرع في توقيع اتفاق المصالحة التاريخي مع تركيا.

ونقل الكاتب عن أوساط إسرائيلية وتركية معا أن تفاصيل الاتفاق التركي الإسرائيلي تم إنجازها، ولكن لم يتم توقيعه حتى الآن بسبب توفر معطيات في أنقرة وتل أبيب تشير إلى أن عنوان التأخير في التوقيع موجود في مكتب نتنياهو.

وأشار إلى أن وزير دفاعه موشيه يعلون تحدث عدة مرات في الأسابيع الأخيرة عن عدم رضاه عن الاتفاق المستقبلي مع الأتراك، وأن التقدير الإسرائيلي يفيد بأن بوتين لا ينظر بعين الرضا للتقارب بين إسرائيل وتركيا، التي أسقطت الطائرة الروسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، ومن حينها تدير أنقرة وموسكو ما يشبه حربا باردة.

وذكر بن كاسبيت أن إسرائيل وجدت نفسها في حيرة من أمرها، فهي من جهة تريد إنهاء الأزمة السياسية مع تركيا والعودة لتطبيع العلاقات بين الدولتين، التي كانت حتى وقت قريب حليفا عسكريا حقيقيا، ومن جهة أخرى لديها حاجة حقيقية لإقناع بوتين بقطع علاقاته مع إيران وحزب الله.

وزاد أنه من الواضح أن إسرائيل تفضل في هذه اللحظة الخيار الأخير، فبوتين أهم لإسرائيل أكثر من أردوغان، الذي بات يذكر كما لو كان من الماضي، والتحالف العسكري بين تل أبيب وأنقرة لن يتجدد طالما بقي حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه أردوغان في السلطة.

وأضاف أن الإسرائيليين ليسوا ساذجين كثيرا، ويعتقدون أن تركيا قادمة للمصالحة مع إسرائيل بسبب حالة الضعف التي تمر بها، فمشاكلها مع روسيا عميقة، وهي بحاجة للغاز الإسرائيلي، كما أن موقعها الإقليمي لم يعد كما كان بالأمس.

وأوضح الكاتب أن التدخل الروسي في سوريا جاء ليؤكد أنها في طريقها لأن تتحول قوة إقليمية عالمية كبيرة، حيث غيّر تدخلها الواقع الميداني كثيرا من المعطيات، وحولت الأسد من خاسر إلى منتصر، وخلطت كل الأوراق لجميع اللاعبين في الملف السوري.

وقال إن إسرائيل لن تستهدف وتسقط طائرة روسية دخلت للأجواء الإسرائيلية وطارت فوق تل أبيب، مما يشير لعمق التنسيق والتقارب بين إسرائيل وروسيا، والقرار الإستراتيجي الإسرائيلي بعدم حدوث إشكالات مع الروس، ومن الواضح أن إسرائيل بصدد توثيق تحالفها مع روسيا بأي ثمن.

وختم بن كاسبيت مقاله بالإشارة إلى أن الأوساط الأمنية الإسرائيلية تبدي تفاؤلا بشأن التحالف مع موسكو، لأن الروس يفهمون أضرار "محور الشر" الذي يتكون من إيران وحزب الله، ويدركون الموقف الإسرائيلي منه، ولذلك فهم بصدد إعادة النظر في صفقة الصواريخ "أس300" إلى طهران.

وقال إن من الواضح أن الروس يبحثون عن مصالحهم وليس لديهم أي تعهدات مع حزب الله، مما يجعل إسرائيل تخرج رابحة من الدور الروسي الحاصل في المنطقة، وتفضله على التقارب مع تركيا.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية