الأوبزرفر: الهدنة السورية محفوفة بالثغرات

قصف روسي براجمات الصواريخ على المخيمات الحدودية بريف اللاذقية
صورة أرشيفية لقصف روسي براجمات الصواريخ على المخيمات الحدودية بريف اللاذقية (الجزيرة)
وصفت صحيفة بريطانية اتفاق وقف العدائيات في الحرب الأهلية السورية الذي توصل إليه وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في مؤتمر ميونيخ للأمن الجمعة الماضي، بأنه محاولة مليئة بثغرات تشبه الشقوق التي تعتري مبنى سكنيا في مدينة حلب.

وقالت صحيفة الأوبزرفر -التي تصدر عن دار الغارديان كل يوم أحد- في افتتاحيتها إن "الثغرة الكبرى" في اتفاق ميونيخ تتمثل في الإخفاق في وقف القصف الجوي "العشوائي" الذي تشنه الطائرات الحربية الروسية.

ففي الشمال -وتحديدا في محيط حلب- تستهدف روسيا المعارضة المسلحة المدعومة من الغرب والأقليةَ التركمانية، الذين تصفهم بالإرهابيين، بينما تترك إلى حد كبير تنظيم الدولة الإسلامية -"الإرهابيين الحقيقيين"- دون أن تمسهم بسوء، برأي الصحيفة التي أضافت أنه من غير الواضح هل ستكف روسيا عن قصفها ومتى.

فلو كانت السياسة الروسية تديرها قيادة أكثر استنارة، أو حتى سوية على نحو ما، أي سياسة تراعي قواعد القانون الدولي ومعاهدات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان فعندئذ ربما يكون داع للتفاؤل، على حد تعبير الأوبزرفر.

مستقبل الاتحاد الأوروبي وتماسكه بات، بسبب بشار الأسد، مثار شك. وبسببه أيضا، أضحى الحديث في السعودية والخليج عن التدخل العسكري دعماً لإخوانهم السنة، وهو احتمال من شأنه أن يجلب على وجه اليقين انتقاماً خطيراً من إيران الشيعية

لكن من سوء الطالع فإن الأمر ليس كذلك، فالرئيس الروسي -الذي تصفه الصحيفة بالمارق- ينتهج خطة طابعها الحقد والاستعمار الجديد في سوريا. ثم إن الأولوية عنده هي إبقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد على سدة الحكم مهما كلف ذلك من إراقة دماء ومعاناة إنسان. أما غايته الكبرى فهي تقليص النفوذ الأميركي في المنطقة، وإضعاف وتقسيم الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إذا أمكن ذلك.

ومنذ أصدر بوتين أوامره للجيش الروسي بالتدخل في سوريا العام الماضي، كان يسلك بذلك النهجَ الذي اختطه في أوكرانيا قبل عامين. واتسم ذلك المسلك بانتهاج الدبلوماسية ظاهريا لتسوية النزاعات وفي الوقت نفسه يسعى لتغيير الحقائق على الأرض لمصلحة روسيا ووكلائها.

ورغم إقرار الصحيفة في افتتاحيتها بأن اتفاق الهدنة المبرم في ميونيخ الألمانية "منقوص"، ترى أنه مهم بحيث لا يُسمح بانهياره، ويمكن استخدامه حجر أساس لصيغة أكثر ديمومة.

ومضت الصحيفة إلى القول إن مستقبل الاتحاد الأوروبي وتماسكه بات، بسبب بشار الأسد، مثار شك إذ أخفق الأوروبيون في مسعاهم للتعامل مع مشكلة الهجرة الجماعية التي خرجت عن السيطرة. وبسبب الأسد أيضا أضحى الحديث في السعودية ودول الخليج عن ضرورة التدخل العسكري دعما "لإخوانهم السنة"، وهو احتمال من شأنه أن يجلب على وجه اليقين "انتقاما خطيرا" من "إيران الشيعية".

لكل هذه الأسباب -تخلص الافتتاحية- يجب على بريطانيا، "التي جُرِّبت في قضايا الشرق الأوسط وتعقيداته"، أن تبذل كل ما عندها من سلطات لدعم توجه الأمم المتحدة نحو إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة والكاملة إلى المدن والبلدات السورية المحاصرة، وتطبيق وقف دائم لإطلاق النار في سوريا، وإعادة إطلاق محادثات جنيف.

المصدر : أوبزرفر