تلغراف: آخر سكان حلب الشرقية ينتظرون مصيرهم

المعارضة المسلحة في حلب تطرح مبادرة لإنقاذ المدنيين
معاناة مستمرة يلاقيها أهل حلب (الجزيرة)

الأوضاع في حلب الشرقية لا تبشر بالخير حيث يقبع آخر سكانها في المباني المهدمة نتيجة القصف، بانتظار مصيرهم.

وأشار  تقرير ديلي تلغراف إلى فرار الآلاف من أحيائهم -مع تقدم القوات السورية داخل مناطقهم- محاولين إيجاد ملجأ في مكان آخر، بينما يزداد الوضع بؤسا لأولئك العالقين.

فهذا أحد الأطفال يقف عند باب جاره يطلب منه ملء آنيته الصغيرة بماء نظيف لأخته الصغرى. وتلك أسرة في شقة خالية بالدور العلوي لأحد هذه المباني شردها الحصار عن بيتها بالمدينة المحاصرة وليس معها سوى الملابس التي على أجساد أفرادها.

ويحكي هذا الجار -ويدعى عبد الكافي الحمدو، مدرس لغة إنجليزية وناشط- أن هذا الطفل اقترب منه قائلا له "عمي، أعرف أني أزعجك بطلباتي لكن ماذا يجب أن نفعل؟" فرد عليه الرجل وقد اغرورقت عينا الطفل بالدموع "ادخل يا بني فنحن إخوة ولا تقل مثل هذا الكلام، وملأ له آنيته بالماء، فشكره الطفل وغادر. ويقول الحمدو إنه شعر بحزن شديد وهو يتأمل الحال التي وصلوا إليها وإجبارهم على العيش بهذه الطريقة.

منذر: أقوى حكومات العالم لم تستطع وقف ما يجري. لقد خذلوا الإنسانية، وحلب تلفظ نفسها  الأخير

وذكرت الصحيفة أن الغارات الجوية التي لم تنقطع صعبت على أهل المدينة مغادرة منازلهم للحصول على الماء والخبز من المخابز.

ويقول أحد الناشطين من حي سيف الدولة يدعي منذر "خرجت اليوم لخمس دقائق فقط محاولا إيجاد طعام، لكني رأيت مروحيتين ومقاتلة حربية تحلق فوق رأسي فخفت وعدت أدراجي مسرعا".

وأضاف أن هناك أناسا كثيرين جدا تكتظ بهم الأحياء الصغيرة التي أصبحت الآن خطيرة جدا حيث إن القنبلة التي تسقط في الحي تقتل أربعة أضعاف العدد في أماكن أخرى، ولذلك قرر البقاء مع زوجته وطفليه بدلا من المجازفة بالخروج والقبض عليه من قبل قوات النظام.

ويحكي منذر "لقد اعتقلت وعذبت بوحشية عام 2012 عندما قامت المظاهرات ضد بشارالأسد في حلب، ولذلك أنا شديد الخوف من أي شيء. وما يقلقني هو كيف ستتحمل أسرتي العيش بدوني. وأفضل الموت هنا على العيش مرة أخرى تحت سيطرة الحكومة".

وأضاف أن "أقوى حكومات العالم لم تستطع وقف ما يجري. لقد خذلوا الإنسانية، وحلب تلفظ نفسها الأخير".

المصدر : تلغراف