مهندس مدني يترك أبراج الخليج لينقذ السوريين

أسامة الغصين مهندس يساعد أهله في سوريا بطريقة متفردة
المهندس أسامة الغصين يساعد أهله في سوريا بطريقة متفردة

نشرت تايمز البريطانية جانبا من قصة مهندس مدني سوري يمثل رمزا للبطولة التي تحتاجها آلاف العائلات السورية في المدن المحاصرة.

وتذكر الصحيفة أن المهندس أسامة الغصين هجر عمله في الخليج العربي وعاد إلى بلاده، فبعد أن كان يبني الأبراج البراقة في قطر ودبي أصبح الآن الشخص الوحيد الذي يبني مراحيض الطوارئ لنحو خمسة آلاف سوري محاصرين في جنوب سوريا.

ويصف الغصين حال النازحين داخل مناطقهم بأنهم "فقدوا كل شيء وخرجوا إلى السهول حيث لا توجد مراحيض خصوصية يقضون فيها حاجتهم، وكان الأمر أشد قسوة وصعوبة على النساء والفتيات".

وهذه المعاناة جعلته يشرع في بناء المراحيض رغم المجازفة الشخصية الكبيرة التي يتعرض لها حيث كان يجوب المنطقة التي هو فيها ويقيم أفضل الأماكن المطلوبة لإنشاء المراحيض وسط هذا التدفق المستمر للنازحين.

وأشارت الصحيفة إلى ثلاث جمعيات خيرية تدعم عمل المهندس منها جمعية "كير إنترناشونال يو كي" التي تعمل داخل سوريا وتساعد الغصين في تزويده بما يحتاجه من مواد وأموال لاستئجار الأيدي العاملة المطلوبة لبناء هذه المراحيض. وقد بنى الغصين ومن معه 272 مرحاضا حتى الآن.

والجدير بالذكر أن الغصين عاد من الخارج في الأيام الأولى للانتفاضة ووجد أن عمه اعتقل ولم يسمع عنه بعد ذلك، وقتل خمسة من أبناء عمومته. وفي عام 2013 مزقت شظية ساقه في هجوم بالصواريخ. وعلى الرغم من أن أصدقاءه في الإمارات قدموا له المال لمساعدته في الهرب، يرفض الغصين ترك أسرته.

ويحكي أنه بعد ثلاث سنوات من البطالة حصل على عمل في خضم هذه الفوضى، وقال عن نفسه "الناس لا يعرفون اسمي، لكنهم يعرفون وصفي. فعندما يرون المراحيض يتساءلون من بناها؟ ومن أين لنا بواحد مثلها؟ وهذا يجعلني سعيدا بتقديم هذه الخدمة".

المصدر : تايمز