هل انتهى الود بين أقباط مصر والسيسي؟

Egypt's President Abdel Fattah al-Sisi (C) receives flowers during Egypt's Coptic Christmas eve mass led by Pope Tawadros II, the 118th Pope of the Coptic Orthodox Church of Alexandria and Patriarch of the See of St. Mark Cathedral, in Cairo, Egypt, January 6, 2016. REUTERS/Amr Abdallah Dalsh
صورة أرشيفية لأقباط ينثرون الورود على السيسي إبان زيارته كنيسة الإسكندرية أوائل العام الجاري (رويترز)

قالت مجلة فورين بوليسي الأميركية إن أقباط مصر لم يعودوا يرون في الرئيس عبد الفتاح السيسي منقذا لهم، حيث بدا لهم أنه لا يختلف كثيرا عن أسلافه.

وفي مقال بالمجلة، أوضح الباحث يوهانس مقار -وهو بلجيكي من أصول مصرية- أن العديد من الأقباط ينتابهم شعور الآن بأن الرئيس "أخفق في الوفاء بوعده" الذي كان قد قطعه قبل ثلاث سنوات، بإقرار المساواة في المجتمع المصري.

وعلى الرغم من سجل الدولة المصرية "المزري" في حقوق الإنسان، فإن غالبية المسيحيين حشدوا قواهم خلف السيسي عندما استولى على مقاليد السلطة في البلاد في 2013، ذلك لأن الكثيرين منهم بدوا "قلقين من الحكم الإسلامي" بقيادة الرئيس المعزول محمد مرسي، إذ خشوا من أنه سيفاقم وضعهم "المحفوف بالمخاطر" على حد تعبير الكاتب.

ومع أن أقباطا كثرا اعتقدوا بادئ الأمر أن السيسي "أرسلته السماء" لهم، فإنهم أُصيبوا بخيبة أمل بعد فشله في التصدي لما وصفه كاتب المقال بالظلم الذي ظلوا يتعرضون له أمدا طويلا، مضيفا أن موجة الاحتجاجات تصاعدت وسط الطائفة المسيحية في الشهور الأخيرة إلى درجة غير مسبوقة، في مؤشر على حالة الاستياء.

يوهانس مقار: حتى في أروقة الكنيسة القبطية ازدادت المعارضة لنظام السيسي، فقد دأب أسقف المنيا الأنبا مكاريوس على مقاطعة جلسات المصالحة، بل إنه اتهم النظام بمعاملة الأقباط على أنهم قبيلة غير مرغوب
فيها

وقال مقار إن الأقباط -الذين كانوا يُنظر إليهم من قبل على أنهم سند للنظام- باتوا الآن يشكلون "تحديا متعاظما" لحكومة القاهرة.

وسرد الكاتب عدة أمثلة للدلالة على ما قال إنه "تمييز ممنهج" ظل الأقباط يتعرضون له خلال فترات حكم الرؤساء "الطغاة" المتعاقبة، إذ يعتقد الكثيرون منهم أنهم يُعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية. ومن بين تلك الأمثلة القيود التي تفرضها الحكومات على بناء الكنائس، وتزايد العنف الطائفي.

ومضى إلى القول إن مساعي المصالحة وسيلة تحبذها السلطات لحل النزاعات بين الطوائف، لكنها لم تحقق الكثير في رفع الظلم، ذلك لأنها تتيح للمتورطين في أعمال العنف الإفلات من العقاب.

ومع إخفاق السيسي في الارتقاء إلى مستوى التوقعات، فإن الكثيرين يرتابون في مقاصده، كما يشير ماكار في مقاله دون أن يخوض في تفاصيل في هذه النقطة.

وفي خطوة وصفها المقال بأنها صبٌّ للزيت على النار، وقّع عدد من المفكرين الأقباط عريضة -أثناء زيارة السيسي إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول- أعربوا فيها عن معارضتهم للنظام.

وحتى في أروقة الكنيسة القبطية ازدادت المعارضة لنظام السيسي، فقد دأب أسقف المنيا الأنبا مكاريوس على مقاطعة جلسات المصالحة، بل إنه اتهم النظام بمعاملة الأقباط على أنهم "قبيلة غير مرغوب فيها".

وختم مقار مقاله بالقول إن وضع الأقباط "غير المريح" في المجتمع المصري يعكس "المنحَدَر" الذي وصل إليه الرئيس السيسي، "ففي الأشهر الأخيرة شهد الاقتصاد المصري أزمة عملة بينما تصارع الحكومة التطرف الإسلامي".

المصدر : فورين بوليسي