هل ينقسم اليهود بسبب ترامب؟

U.S. President-elect Donald Trump speaks at election night rally in Manhattan, New York, U.S., November 9, 2016. REUTERS/Mike Segar/File Photo
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يتحدث ليلة الانتخابات في التاسع من الشهر الجاري (رويتزر)
أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى الجدل الذي أثارته انتخابات الرئاسة الأميركية، وخاصة ما تعلق بتصريحات المرشح الجمهوري دونالد ترامب وتوجهاته، وتحدثت عن إمكانية تسبب ترامب في انقسام بين اليهود الأميركيين والإسرائيليين.

وأضافت من خلال مقال للكاتب صموئيل روزنر إلى أن استطلاعا للرأي كشف أن 71% من اليهود الأميركيين صوتوا لصالح مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.

وأوضح الكاتب أنه التقى إحدى أكثر الداعمات للمرشحة الديمقراطية الرئيسة المستقيلة للجنة القومية للحزب الديمقراطي ديبي واسرمان شولتز في المنطقة التي تقطنها بجنوب ولاية فلوريدا، حيث تقيم أغلبية يهودية، وكانت تحمل شارة على صدرها تحمل عبارة "آني إيتا" بالعبرية أو "أنا معها" التي تفيد بدعمها لهيلاري كلينتون.

وقال إن تشجيع اليهود في ولاية فلوريدا للتصويت لصالح كلينتون لم يكن بصعوبة إقناعهم للتصويت للمرشح الديمقراطي السابق باراك أوباما في فترتي ترشحه للرئاسة قبل سنوات، وأضاف أن عضوة مجلس الشيوخ شولتز أخبرته أن غالبية الناخبين اليهود يثقون في كلينتون ويحبونها.

‪ديبي واسرمان شولتز تعانق كلينتون في دافي بولاية فلوريدا‬  (رويترز)
‪ديبي واسرمان شولتز تعانق كلينتون في دافي بولاية فلوريدا‬ (رويترز)

دعم اليهود لكلينتون
وأوضح الكاتب أن حديث شولتز يبرهن على ما كشف عنه الاستطلاع الذي أجرته منظمة "جاي ستريت" المتمثل في أن 68% من اليهود في ولاية فلوريدا صوتوا لصالح كلينتون.

لكن نتيجة الانتخابات أثبتت فوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في نهاية المطاف، وأن اليهود في هذه الحال يكونون في المعسكر الخاسر، وأن 71% من اليهود لديهم وجهة نظر سلبية عن هذا المرشح الفائز.

وأضاف الكاتب أن بعض المنظمات اليهودية اشتبكت مع ترامب، وأنها شجبت تصريحاته التي أطلقها ضد اللاجئين المسلمين، وأنها اعتبرت تصريحاته تشجع على معاداة السامية، وأشارت إلى أن لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) دعت المرشح ترامب للتحدث في المؤتمر الذي يبحث سياساتها.

وقال روزنر إن بعض النقاد وصفوا دعوة أيباك لترامب بأنها مخجلة، وأن العديد من اليهود -حتى الجمهوريين منهم- ابتعدوا عن ترامب قولا وفعلا.

أما وقد تم انتخاب ترامب وأصبح رئيسا للولايات المتحدة، فإن اليهود الإسرائيليين حالهم حال نظرائهم اليهود الأميركيين كانوا يتمنون فوز كلينتون، وأنهم يشككون إلى حد ما في توجهات ترامب وميوله الغريبة.

‪الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما (يسار) ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو التقيا في أكثر من مناسبة‬ (رويترز)
‪الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما (يسار) ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو التقيا في أكثر من مناسبة‬ (رويترز)

علاقات
وأضاف الكاتب أن ترامب أعلن عن دعمه لإسرائيل وأنه يبدو أنه تربطه علاقات ودية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأنه أحاط نفسه بأشخاص مثل عمدة نيويورك السابق رودولف جوليناني والرئيس الأسبق لمجلس النواب الأميركي نيوت غينغريتش المعروفين جيدا بصداقتهما لإسرائيل.

وأشار الكاتب إلى أن حب الإسرائيليين لإدارة ترامب سيتزايد، فهو لا يضغط عليهم للتخلي عن أراض، كما وعدهم بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس كما يريدون، وأضاف أن نظرة ترامب إلى اتفاق النووي الإيراني تعدّ نظرة قاتمة، وأن ترامب تعهد بجعل تفكيك الصفقة الكارثية مع إيران من أولوياته.

وقال روزنر إن توجهات ترامب هذه من شأنها تنمية مشاعر المحبة له لدى الإسرائيليين، ولكنها ستزيد من تأجيج مشاعر الكراهية لهذه السياسة في صفوف معظم اليهود الأميركيين، الذين رغم حبهم الكبير لليهود الإسرائيليين، فإنهم لا يكترثون كثيرا لهم عندما يتعلق الأمر بمن ينتخبون رئيسا لهم في الولايات المتحدة.

وأضاف الكاتب أن أقل من 10% من اليهود الأميركيين فقط يعتبرون أن إسرائيل تمثل لهم القضية الأهم عند البحث عن من يصوتون. وقال إن إدارة ترامب ليست الأولى التي تكشف عن خلافات بين اليهود الأميركيين واليهود الإسرائيليين بشأن السياسات الأميركية.

‪الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما (يسار) والرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش التقيا في مناسبات متعددة‬ (رويرتز)
‪الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما (يسار) والرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش التقيا في مناسبات متعددة‬ (رويرتز)

بوش وأوباما
وأوضح أن هذه الخلافات موجودة منذ 16 عاما، فاليهود الأميركيون لم يدعموا الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش لكن اليهود الإسرائيليين فعلوا، كما أن اليهود الأميركيين دعموا أوباما بشكل ملحوظ، لكن الإسرائيليين انتقدوه بشكل كبير.

وقال إن الرؤساء الأميركيين مثل بوش وأوباما وترامب يعتبرون "سيئين" بالنسبة للعلاقة بين اليهود الأميركيين واليهود الإسرائيليين، وإن هذا يكشف أن اليهود في أميركا واليهود في إسرائيل مجموعات مختلفة من الأولويات والقيم.

وأضاف أن هؤلاء الرؤساء يؤكدون أن إسرائيل ليست على أولويات اليهود الأميركيين عندما يتعلق الأمر بالتصويت لانتخاب رئيس أميركي، وأن الإسرائيليين في المقابل لا يهتمون كثيرا بالحساسيات السياسية لدى اليهود الأميركيين.

وأشار إلى أن هذا الشأن يكون أحيانا مثارا للجدل بين الطرفين، وتساءل عن ما قد يحدث إذا توطدت علاقة ترامب بإسرائيل، وقال إن هذا الأمر لن يروق للعديد من اليهود الأميركيين، بل سيجعلهم يشككون في القيم الإسرائيلية.

كما تساءل الكاتب: ماذا سيحدث إذا لاحظ اليهود الإسرائيليون أن اليهود الأميركيين يعارضون ترامب في كل خطوة يخطوها؟ وأجاب بأنهم سيشككون في مدى التزام اليهود الأميركيين تجاه أمن إسرائيل.

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز