الصحف الأميركية تفرد مساحة واسعة لمعركة الموصل
وقالت هذه الصحف إن كثيرا من أهالي الموصل الذين تحدثوا إليها ينتظرون هذه اللحظة بخليط من الترحيب والخوف، وأعلنوا عن استعدادهم للقيام ببعض العمليات لمساعدة القوات المهاجمة.
وقالت واشنطن بوست إن معركة الموصل ستكون الأهم ضد تنظيم الدولة خلال السنتين الماضيتين، لأن الموصل هي العاصمة الثانية لعموم دولة الخلافة الإسلامية والأولى في العراق، وإن مقاتلي التنظيم لن يتخلوا عنها بسهولة.
معركة قاسية
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم القوات الأميركية في بغداد العقيد جون دوريان، قوله إن تنظيم الدولة سيطر على الموصل لعامين وأتيحت له الفرصة لبناء دفاعات قوية، مضيفا أنهم أعدوا العراقيين لمعركة قاسية.
وقالت وول ستريت جورنال إن ائتلافا متعددا بدأ المعركة التي طال انتظارها لاستعادة الموصل، مشيرة إلى أن من العوامل المساعدة لهذا الائتلاف تململ سكان الموصل من الإدارة القاسية لتنظيم الدولة واستعدادهم لعمل أي شيء ممكن ضده، ملمحة إلى أن الحكومة العراقية نجحت في بعض الحالات في إدخال أسلحة لبعض السكان.
وأضافت الصحيفة أن الانشقاقات الجماعية من التنظيم داخل الموصل والخصومات بين قياداته وغضب الأهالي، جميعها ساهمت في نشر إحساس بالثقة وسط القوات العراقية، ورغم ذلك لا يزال المسؤولون العراقيون والأميركيون يتوقعون معركة شرسة واستخدام مقاتلي التنظيم كل الأساليب في مواجهة الهجوم كالمفخخات والهجمات الانتحارية بالسيارات المفخخة والقناصة، كما سيحاولون استخدام السكان البالغ عددهم 1.2 مليون نسمة دروعا بشرية والاستفادة من معمار المدينة الكثيف.
وقالت إن القتال لاستعادة الموصل يُعتبر اختبارا لقدرة العراق على أن يظل موحّدا، فالموصل مدينة أغلبها من السنة، لكنها تقع في منطقة تتمتع بأعلى نسبة من التباين العرقي.
لا ينامون
وكتبت الصحيفة تفاصيل عن حشود القوات العراقية والبشمركة والمقاتلات والمروحيات التي تعج بها سماء الموصل، ونقلت عن بعض الجنود أنهم لا ينامون إلا بصعوبة لتشوقهم للهجوم على تنظيم الدولة في آخر معاقله بالعراق.
وأوردت أن أحد قادة تنظيم الدولة في الصف الأوسط من القيادة، قال في صفحته على الفيسبوك إنهم قرروا الانسحاب جزئيا من الموصل ليعززوا موقفهم في سوريا، ونقلت عنه قوله "لن تكون هناك معركة ملحمية في الموصل، تكتيكنا الآن هو: اضرب واهرب".
ونقلت الصحيفة أيضا عن أحد سكان الموصل قوله عبر الهاتف إن كل من يعرفه في المدينة على استعداد للثورة ضد تنظيم الدولة مع أول طلقة بالمعركة، وأضافت أن الاستخبارات العراقية حثت السكان على التمرد ضد التنظيم ووجهتهم للبقاء بمنازلهم ورفع رايات بيضاء بمجرد بدء المعركة.
الحرف ميم
وذكرت أيضا أن من التكتيكات التي أفادت في زعزعة تنيم الدولة، قيام أحد التنظيمات المعارضة له داخل الموصل بكتابة الحرف ميم (م) على منازل مقاتلي وإداريي التنظيم، وهو أول حرف من كلمة "مقاومة"، بهدف تمييز هذه المنازل وتسهيل مهمة استهدافها من قبل القوات المهاجمة.
وقال ضابط من القوات العراقية إن مقاتلي تنظيم الدولة ظلوا يهربون من الموصل خلال الأسابيع الماضية.
أما صحيفة نيويورك تايمز فقالت إن تنظيم الدولة بالموصل أنشأ شبكة واسعة من الأنفاق الأرضية وبدأ يراوغ الطائرات الأميركية المسيرة. وفسرت قول السكان باختفاء مقاتلي التنظيم وقادتهم من الشوارع، بأنهم نزلوا إلى هذه الأنفاق استعدادا لمواجهة المهاجمين.
وأشارت إلى أن كثيرا من سكان الموصل الذين تحدثوا إليها قالوا إنهم سيحاولون قتل قادة تنظيم الدولة ومقاتليه عند بد الهجوم على المدينة.
دابق والروح المعنوية
من جهة أخرى، يُلاحظ أن معظم هذه الصحف اهتمت بفقدان تنظيم الدولة بلدة دابق السورية بسهولة، قائلة إن تخليه عنها أثار استغراب الجميع، وإن ذلك سينال من الروح المعنوية لمقاتليه ومؤيديهم خارج العراق وسوريا، وينبئ بمعركة ربما تكون سهلة في الموصل، لأن "دابق" -بحسب هذه الصحف- كانت "الكلمة" المركزية في دعاية التنظيم الذي يعتبرها مكانا لمعركة فاصلة بين "المسلمين والكفار"، وأطلق اسمها على مجلته الإلكترونية الشهيرة خلال السنوات الماضية، قبل أن يتخلى عن هذا الاسم ويستبدله باسم "رومية" في سبتمبر/أيلول الماضي.
ونسبت واشنطن بوست إلى أحد قادة الجيش السوري الحر في فرقة الحمزة -واسمه أبو جلال وشارك في الهجوم على دابق مطلع هذا الأسبوع- القول إن قادة تنظيم الدولة أكدوا لمقاتليهم في دابق عدة مرات أن التعزيزات في طريقها إليهم، لكن لم تصل أي تعزيزات "ربما يكون هذا هو السبب لتخلي مقاتلي التنظيم عن دابق دون قتال".
وأضاف أبو جلال بأن انسحاب مقاتلي التنظيم من دابق يؤكد أن ما زرعه التنظيم في رؤوس مؤيديه هو "مجرد وهم"، وأن تنظيم الدولة نفسه ليس أكثر من "كذبة كبرى"، وأنه سيختفي من المنطقة سريعا.