بوتين العنيد وخيارات الرئيس الأميركي القادم

Russian President Vladimir Putin chairs a State Council Presidium meeting on measures to enhance the investment appeal of Russian resorts in the resort town of Belokurikha in Altai region, over 3,000 km to the east from Moscow, Russia, 26 August 2016. Putin will hold a State Council Presidium meeting on measures to increase the Russian Federation health and holiday resort sector’s investment attractiveness during his visit to Belokurikha. EPA/ALEXEI DRUZHININ / SPUTNIK / KREMLIN POOL MANDATORY CREDIT
بوتين يترأس اجتماعا لمجلس الدولة الروسي أغسطس/آب الماضي (الأوروبية)

قالت صحيفة أوبزيرفر البريطانية إن كبح طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجامحة من أجل إعادة روسيا لمجدها السابق قوة عظمى في العالم، سيكون من أصعب المهام للمرشحة هيلاري كلينتون إذا أصبحت رئيسة للولايات المتحدة. ووصف التقرير بوتين بأنه متحجر القلب ولا يتراجع وبأنه ماهر في تكتيكاته.

وأضاف التقرير أن دعوة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الأخيرة إلى أن تقوم الولايات المتحدة وبريطانيا والحلفاء الآخرون بالتفكير مرة أخرى في "الخيارات العسكرية"، لفتت الأنظار كثيرا إلى ظاهرة حاول السياسيون الغربيون خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية عدم التفكير فيها، وهي تصميم روسيا بعد الاتحاد السوفياتي على إعادة نفسها قوة عظمى ورغبة زعيمها بوتين في استخدام كل شيء تقريبا بما في ذلك القوة العسكرية لتحقيق ذلك الهدف.

واستعرضت الصحيفة إقدام بوتين على تحدي الغرب في سوريا وأوكرانيا ودول البلطيق، وتهديده بإعادة تشغيل قواعد الاتحاد السوفياتي في كل من فيتنام وكوبا، وتقاربه في كل المجالات مع الصين، وبناءه تحالفات قوية مع الهند وجنوب أفريقيا.

ضعف أوباما
وعزا التقرير تقدم روسيا على كل هذه الجبهات إلى ضعف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وتردده في كل القضايا الدولية التي كانت موسكو طرفا فيها.

وقالت إن السؤال الرئيسي بشأن سوريا على سبيل المثال لم يعد عن كيفية التخلص من الرئيس السوري بشار الأسد، بل كيف يمكن وقف الغارات الروسية ضد المدنيين والمستشفيات والمدارس وقوافل المعونات الأممية؟

ونقل التقرير عن محللين قولهم إن بوتين يستغل الضعف الحالي للإدارة الأميركية لتثبيت حقائق جديدة على الأرض في سوريا. وإنه يتوقع المزيد من التدهور في العلاقات الثنائية مع واشنطن إذا تم انتخاب كلينتون رئيسة.

كراهية متبادلة
وأوضح أن بوتين وكلينتون يكره كل منهما الآخر. وذكر أن كلينتون وصفت بوتين عندما كانت وزيرة للخارجية قائلة إنها لا ترى فيه أكثر من عميل سابق للاستخبارات الروسية (كي جي بي) وبلطجي خال من أي مشاعر ولا يهمه غير إثراء نفسه. وأضاف أن بوتين لا ينسى كيف حرضت كلينتون الروس على التظاهر ضده عام 2011.

كذلك وصفت كلينتون في أغسطس/آب المنصرم بوتين بأنه الأب الروحي الأعظم "للشوفينيين" المتطرفين مثل ترامب والألمان المصابين بفوبيا الخوف من اللاجئين والشعبويين اليمينيين المتطرفين مثل الفرنسية مارين لوبان.

ثلاثة خيارات
وتحدث التقرير عن ثلاثة خيارات لكلينتون للتعامل مع تحدي بوتين. الأول هو الإقرار بمصالح روسيا ونفوذها مثلما كانت أيام الاتحاد السوفياتي، والقبول بإلحاق القرم بروسيا، وبقاء الأسد في الوقت الراهن، والتركيز على الصفقات البراغماتية حيث تلتقي مصالح الدولتين.

والخيار الثاني سيكون سياسة طويلة المدى تعمل أميركا خلالها على احتواء روسيا أينما كان ذلك ممكنا، باستمرار العقوبات أو تشديدها وانتظار مغادرة بوتين السلطة والانهيار الاقتصادي الحتمي لروسيا الذي يتوقعه الاقتصاديون بنفاد نفطها وغازها والعزلة الدولية والفساد وتدهور القوى البشرية الروسية.

والخيار الثالث الذي وصفه التقرير بأنه الأكثر احتمالا نظرا إلى رؤى كلينتون السياسية، هو أن تتحرك أميركا وتواجه روسيا مباشرة ليس في سوريا فقط، بل في عدد من المناطق الأخرى وبالاستخدام المحتمل للقوة العسكرية.

المصدر : إندبندنت