أي صدمات سياسية ستحدث في 2016؟
التاريخ السياسي الحديث يشير إلى أن الأحداث التي تحدد سنة ما تميل إلى أن تكون مفاجآت كبيرة وانقطاعات مفاجئة. ففي بداية العام 2014 لم يتوقع أي ناقد أن روسيا ستضم شبه جزيرة القرم، أو أن مجموعة "جهادية" تسمى تنظيم الدولة الإسلامية ستستولي على الموصل ثاني أكبر مدن العراق.
كما يرى راشمان أن العام 2016 سيشهد مفاجأة في الصين بعدما كان أحد مفاتيح النجاح فيها على مدى الأعوام الـ25 الماضية هو تمكن الحكومة من الحفاظ على اقتصاد مثير وسياسة مملة، وأن هذا الأمر يمكن أن يتغير هذا العام مع حملة مكافحة الفساد المتنامية التي يقودها الرئيس شي جين بينغ على كافة المستويات العليا، وهذا الأمر يمكن أن يبقيه في السلطة للعام المقبل.
ويعتقد راشمان أن انتخاب هيلاري كلينتون سيمثل استمرارية في هذا العام ويقوض فرص المرشح الجمهوري الأميركي دونالد ترامب، لأن التاريخ يشير إلى أن المرشحين أمثاله يتحطمون ويحترقون في النهاية.
والاختراق الكبير الآخر الذي يراه الكاتب في أوروبا هذا العام سيكون إذا تحدت بريطانيا الحكمة التقليدية وصوتت لمغادرة الاتحاد الأوروبي، وهذا ما يؤيده الانقسام السياسي والاقتصادي الذي يعاني منه الاتحاد ولا يستطيع الاتفاق على إستراتيجية للتعامل مع اللاجئين والمهاجرين القادمين إلى أوروبا.
ويرى الكاتب وجود احتمال قوي بأن تنظيم الدولة سُيمنى بنكسات عسكرية خطيرة في هذا العام، على الأقل في العراق وسوريا، وقد تستمر هذه النكسات لتمتد إلى ليبيا وشمال أفريقيا.
لكن الأخبار السيئة -كما يعتقد- أنه رغم فقدان التنظيم أراضي في قلب معقله فسيكون لديه حافز أكثر للرد بهجمات إرهابية في أوروبا، وهذا ما شهدته الأيام الأولى من هذا العام في ميونيخ وأمستردام وسيكون له استمرارية في العام المقبل.