معاريف: إسرائيل تقيم حزاما أمنيا بحدود سوريا ولبنان

Israeli soldiers stand next to smoke from a fire caused by a rocket attack in northern Israel, near the Lebanese border, August 20, 2015. Rockets that struck an northern Israeli village near the Lebanese border on Thursday, causing no casualties, were launched from the Syrian Golan Heights, the Israeli army said. REUTERS/JINIPIX ISRAEL OUT
جنود إسرائيليون يتفقدون أسلاكا شائكة في الجولان بعد سقوط قذيفة بالمنطقة (غيتي)

تساءل الناطق العسكري السابق باسم الجيش الإسرائيلي آفي بنياهو في صحيفة معاريف عن حقيقة بناء حزام أمني جديد في هضبة الجولان، في ظل ما وصفه بالشمال الملتهب.

واستعرض الكاتب جملة المصالح الإسرائيلية على الحدود اللبنانية والسورية، في ظل اقتراب حزب الله من الجدار الأمني، مشيرا إلى أنه تنظيم يتسلح ويحارب، لكنه في المقابل متورط في المستنقع السوري، وينزف هناك، ويحاول في الوقت ذاته المحافظة على موقعه السياسي وتأثيره داخل الدولة اللبنانية، المتعبة والمحبطة.

وأوضح أن قيادة المنطقة الشمالية التابعة للجيش الإسرائيلي، المسؤولة عن حفظ الأمن على حدود سوريا ولبنان، تعتقد بأنها تحولت إلى جبهة عسكرية صعبة، والجيش الإسرائيلي قد يجد نفسه مضطرا لإعادة صياغة سياسته التي يتبعها في تلك الجبهة خلال الفترة القريبة القادمة في ضوء تقدير الموقف الأمني، ويمكن تلخيصها في جملة اعتبارات أمنية وعسكرية.

وأشار إلى أن الاعتبار الأمني الأول يكمن في محاولة الجيش الإسرائيلي الحفاظ على الهدوء في هضبة الجولان، وهي المهمة التي تبدو الأكثر صعوبة، لأن الجانب الثاني من الحدود السورية تحصل فيه حرب أهلية دامية، تتورط فيها أطراف عديدة أمثال حزب الله وإيران وتنظيم الدولة الإسلامية وغيرها.

ويشير إلى أن إسرائيل ربما تلجأ لإقامة حزام أمني من الجانب الثاني من الحدود، تشمل القرى السورية التي ربما تجد في هذا الحزام ملجأ للنجاة من النار المندلعة في سوريا. وفي ظل أن نصف سكان هذا البلد تحول إلى لاجئين، يمكن القول إن الحدود مع إسرائيل تبدو أفضل من سواها، على حد وصفه.

‪مدرعات وحاملات جنود إسرائيلية في الجولان‬ (الأوروبية)
‪مدرعات وحاملات جنود إسرائيلية في الجولان‬ (الأوروبية)

خطر حزب الله
ووفقا للكاتب، فإن الاعتبار الثاني الذي يحدد سياسة إسرائيل نحو الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان يكمن في منع نقل أي أسلحة نوعية إلى حزب الله، في ظل أن أمينه العام حسن نصر الله اختار الوقوف إلى جانب بشار الأسد في مواجهة المعارضة المسلحة.

والطريقة الوحيدة -بحسب الكاتب- التي يمكن للأسد فيها أن يرد "فضل" نصر الله إليه تكمن في منحه وسائل قتالية متطورة ونوعية، في حين أن الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لا تضيع لحظة في متابعة كل معلومة صغيرة أو كبيرة حول هذا الشأن، وربما تبدو محاصرة الحدود السورية مع لبنان مهمة حيوية، وهو ما يمكن تطبيقه من خلال التنسيق العسكري بين سلاحي الجو الإسرائيلي والروسي فوق الأجواء السورية.

وأما السيناريو الثالث الذي توقعه بنياهو يكمن في أن يخوض الجيش اللبناني مع حزب الله الحرب القادمة ضد إسرائيل، جنبا إلى جنب -على حد تعبيره- رغم أن ما يصل الجيش اللبناني من أسلحة زودته بها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة يعرف طريقه تلقائيا إلى حزب الله، كما قال.

ويشير الكاتب إلى أنه رغم كل هذا التسلح الذي يحوزه الحزب، فلا يبدو أنه يتحرك نحو المواجهة العسكرية مع إسرائيل؛ لسببين أساسيين، وفق تقديره: أولهما ورطته العميقة في المستنقع السوري، وثانيهما الردع الذي وجهته إسرائيل إليه في حرب لبنان الثانية 2006، الذي ما زالت مفاعيله سارية، حسب وصفه. 

المصدر : الصحافة الإسبانية