غارديان: على كاميرون النظر لما وراء النقاب

Britain's Prime Minister David Cameron (C) speaks with imam Qari Asim (R), and Shabana Muneer, a member of the mosque's women's group, as he visits the Makkah Masjid Mosque in Leeds, Britain January 18, 2016. Some migrants to Britain who cannot pass an English test within 2-1/2 years of arriving may not be allowed to stay, Cameron said on Monday in a move aimed at fostering greater integration by Muslim women. REUTERS/Oli Scarff/pool
ديفد كاميرون في زيارة قبل ثلاثة أيام لمسجد مكة بمدينة ليدز البريطانية (رويترز)

انتقدت كاتبة مسلمة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بسبب تصريحاته مؤخرا التي طالب فيها النساء المسلمات في بلاده بالتخلي عن النقاب وبضرورة تعلم اللغة الإنجليزية السليمة.

وقالت ريمونا علي -وهي صحفية ومديرة لمؤسسة "اكتشف الإسلام" ومقرها لندن– إن لكاميرون "أولويات غريبة"، فقد كان شغله الشاغل أن قلة من المسلمات يتحدثن الإنجليزية ثم انتقل في هجومه إلى النقاب.

وأضافت أن كثيرين عبروا عن رفضهم للنقاب بقولهم إنه مخالف للقيم البريطانية، وهي الحجة نفسها التي استند عليها المؤيدون له، مشيرة إلى أن القضية تثير في كل مرة ضجة إعلامية وأن المنقبات من النساء المسلمات يتعرضن لمزيد من العداء في أجواء محفوفة بالخطر للاتي يرتدين النقاب أو الحجاب، حتى إن 60% من الهجمات المعادية للمسلمين في بريطانيا موجهة ضد النساء.

"إن أول شيء يمكن لكاميرون أن يفعله على سبيل المثال هو أن يسند أقواله في المستقبل إلى أساس من الحقائق الموثوقة"، كما ترى ريمونا في مقالها بصحيفة الغارديان البريطانية.

وكان كاميرون قد استشهد في تصريحاته تلك بتقارير حكومية حددت نسبة النساء المسلمات اللاتي يتحدثن قليلا من الإنجليزية أو لا يتحدثن بها إطلاقا بنحو 22%، بينما يرى المجلس الإسلامي البريطاني أن نسبتهن لا تتجاوز 6%.

وتقر الكاتبة بحق رئيس الوزراء فيما ذهب إليه بضرورة تشجيع الناس على إجادة مهارات اللغة الإنجليزية، غير أن الزعم بأن الافتقار لتلك المهارات -كما تشير ريمونا- يذكي بطريقة أو بأخرى أوار التطرف، وفي مرحلة لاحقة الإرهاب، كلام أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه في غير محله.

ثم إن بوسع المرء القول إن تنشئة الأبوين السيئة لأبنائهم قد توردهم موارد التطرف، علما بأن عدم القدرة على التحدث بالإنجليزية لا يقوم في حد ذاته دليلا على سوء التنشئة.

وتمضي الكاتبة إلى القول إن عدم التحدث بالإنجليزية لا يعني تلقائيا انقطاع التواصل بين الأم وطفلها، ذلك أن الأبوين  -بصرف النظر عن العِرق والدين- لا يعرفان دائما ما ينوي أطفالهما القيام به. والأمهات اللاتي لا يجدن اللغة الإنجليزية يستطعن مع ذلك التحدث لأطفالهن.

وتشدد ريمونا على أنه إذا كان ديفيد كاميرون "يرغب بصدق في مساعدة القطاعات المحرومة في المجتمع فعليه أن يجيل النظر في حالات الحرمان والفقر على نطاق أوسع. إن معالجة عيوب النظام التعليمي، والظلم الاجتماعي، وتمويل المشروعات الاجتماعية، واستحداث فرص للشرائح الهشة من جميع الخلفيات، هي من بين الأمور التي يمكن عبرها -وبوجود قيادة صلبة- إقامة مجتمعات أمضى قوة وأوكد ثقة".

المصدر : غارديان