إنهاء تنظيم الدولة يفجر أزمات أخطر

Militant Islamist fighters wave flags as they take part in a military parade along the streets of Syria's northern Raqqa province June 30, 2014. Militant Islamist fighters held a parade in Syria's northern Raqqa province to celebrate their declaration of an Islamic "caliphate" after the group captured territory in neighbouring Iraq, a monitoring service said. The Islamic State, an al Qaeda offshoot previously known as Islamic State in Iraq and the Levant (ISIL), posted pictures online on Sunday of people waving black flags from cars and holding guns in the air, the SITE monitoring service said. REUTERS/Stringer (SYRIA - Tags: POLITICS CIVIL UNREST CONFLICT)
مقاتلون من تنظيم الدولة أثناء عرض عسكري في شوارع مدينة الرقة بشمال سوريا منتصف 2014 (رويترز)

يرى معظم السياسيين الأميركيين أنه يمكن لبلادهم القضاء على تنظيم الدولة، وذلك بدعوى أن إلحاق الهزيمة به تؤدي لحل المشاكل بالشرق الأوسط، ولكن الواقع يقول إن إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة ينذر بمشاكل جديدة وأزمات أخرى أشد خطورة، أبرزها ما يتعلق بالأكراد.

في هذا الإطار، نشرت مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية مقالا يسأل: لنفرض أننا ألحقنا الهزيمة بتنظيم الدولة.. فماذا بعد؟ وأشار إلى أن إنهاء تنظيم الدولة ليس من شأنه إعادة الأمور إلى نصابها في الشرق الأوسط، وأن القضاء على تنظيم الدولة ينذر بتصاعد صراعات جديدة على السلطة في المنطقة.

وأوضح  تيد غالين كاربنتر أن تدمير تنظيم الدولة لا يغير من الحقيقة المتمثلة في استحالة عودة كل من العراق وسوريا إلى سابق عهدهما، وذلك لكونهما يضمان مجتمعات مفككة، في ظل الإستراتيجيات التي اتبعتها الولايات المتحدة بالمنطقة.

وضرب الكاتب مثالا بالأزمات والتناقضات المتعددة في المنطقة، وهي المتمثلة بالأزمة الكردية، حيث قال إن أكراد العراق يتمتعون بدولة مستقلة بحكم الأمر الواقع منذ أكثر من عشر سنوات، وإن أكراد العراق استحوذوا بالكامل على منطقة كركوك النفطية المتنازع عليها مع بغداد.

وأضاف أن أكراد سوريا تمكنوا من السيطرة على رقعة واسعة من الأراضي ذات الأغلبية الكردية في شمال شرق سوريا على الحدود التركية، وذلك برغم محدودية نجاحاتهم. وأشار إلى أن أكراد سوريا لا يعتزمون الانصياع لسلطة الرئيس السوري بشار الأسد ولا الخضوع لأي سلطة سنية تحت هيمنة المعارضة المناوئة للنظام السوري.

أغلبية كردية
وأوضح كاربنتر أن أكراد العراق وسوريا يرون الاضطرابات الراهنة بالمنطقة فرصة لتحقيق حلمهم بإقامة دولة كردستان الكبرى.

وأضاف أن الصقور بالإدارة الأميركية السابقة حثوا على ضرورة التدخل العسكري بالعراق إلى أن تم لهم ما أرادوا من خلال غزو العراق عام 2003، وإسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين.

وأشار الكاتب إلى أن مشكلة صدام ربما تكون قد حُلت، لكن مشاكل جديدة متنوعة أكثر تعقيدا وسوءا نشأت بالمنطقة في أعقاب ذلك، وأن القضاء على تنظيم الدولة سيولد مشاكل وأزمات أخرى متنوعة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية