مقال بواشنطن بوست: تعذيب ممنهج بسجون مصر

ALEXANDRIA, EGYPT - OCTOBER 1: Egyptian police officers detain a supporter of 28-year-old Khaled Said who died following police questioning in 2010, during clashes with police outside a court on October 01, 2013 in Alexandria, Egypt. The clashes erupted during the trial of two Egyptian police officers accused of beating Said to death in Alexandria in 2010. Egypts Alexandria Criminal Court has adjourned on Tuesday the retrial of the two policemen accused of torturing 28-year-old Khaled Said to death in Alexandria in 2010. The court will resume the trial on 2 December 2013.
الشرطة المصرية تعتقل بالإسكندرية أحد أنصار الشاب خالد سعيد ضحية التعذيب على يد رجال الأمن (غيتي إميجيز)

يقضي العديد من المعتقلين المعارضين لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نحبهم جراء التعذيب في السجون المصرية، وتتزايد الانتقادات للانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في مصر منذ انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013.

وتكشف شهادات بعض المعتقلين وتقارير المنظمات الحقوقية عن الأوضاع المأساوية التي يعانيها المعتقلون في السجون المصرية، وذلك في ظل وفاة العديد منهم إثر تعرضهم للتعذيب الممنهج وحرمانهم من العلاج الطبي واحتجازهم في ظروف بائسة مزرية.

في هذا الإطار نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مقالا للكاتب جاكسون ديل انتقد فيه توفير الأمم المتحدة منبرا لبعض "الطغاة" -مثل الرئيس السيسي- لتلميع أنفسهم كقادة يتصفون بالحزم والعدل والتسامح في حكمهم لبلادهم.

وقال الكاتب إن السيسي توجه ليلقي خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ولكنه مهد لذلك الموقف بإصداره عفوا رئاسيا عن مئة سجين سياسي من بينهم اثنان من صحفيي الجزيرة أدينا بتهم ملفقة بشكل مذهل.

هجمات
وأضاف أن السيسي كان يهدف إلى إظهار نفسه أمام العالم بأنه رجل دولة حازم وقوي لكنه يتصف بالتسامح والعدالة، وأن بإمكانه أن يصحح الأخطاء بما يتعلق بحقوق الإنسان، متناسيا أنه يشن هجمات قاسية بلا رحمة ولا هوادة على المعارضين والإسلاميين في بلاده.

وأوضح الكاتب أن هذه اللفتة الرمزية من جانب السيسي -المتمثلة بعفوه عن بعض السجناء- لا تساوي شيئا أمام تزايد أعداد السجناء السياسيين والمعارضين الذين تكتظ بهم السجون المصرية أيما اكتظاظ. وأضاف أن السيسي يعتبر ثاني أكبر سجّان في العالم بعد الرئيس الكوري الشمالي الذي يتصدر المركز الأول.

وأشار الكاتب إلى أنه لا أحد يعرف عدد السجناء الأبرياء الذين لم يقترفوا عنفا أو جريمة لكنهم يقبعون في غياهب السجون المصرية، ولكن النظام المصري نفسه يعترف بأن في سجونه عشرات آلاف النزلاء، حيث يقدر عددهم بأربعين ألف سجين وأنه صدرت بحق ألف منهم أحكام بالإعدام.

وأضاف أن اسم الرئيس المصري المخلوع المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي على لائحة الإعدام مع العشرات من مساعديه السياسيين، وأن السجون المصرية تضم في دهاليزها نحو 18 صحفيا مع المئات الآخرين من النشطاء الليبراليين العلمانيين بمن فيهم الكُتّاب وقادة الفكر وقادة ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.

ظروف قاسية
وأشار الكاتب إلى أن السجناء يعيشون في ظروف قاسية، وأن السلطات المصرية نفسها اعترفت بأن أكثر من 90 سجينا لقوا حتفهم بعد أكثر من عام على الانقلاب، وأن القمع متواصل وآخذ بالتزايد في مصر.

وأشار إلى الدور الذي يقوم به الناشط المصري الأميركي محمد سلطان (27 عاما) وهو نجل أحد القيادات الإسلامية الذي أفرجت عنه السلطات المصرية، وقال إن لهذا الشاب اتصالات عالية المستوى في أميركا، وأنه أوصل رسالة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وأضاف الكاتب أن هذا السجين السابق الشاب المصري الأميركي محمد سلطان يحذر من تحول الشباب المصري بسجون السيسي إلى متطرفين، وذلك في ظل ما يتعرضون له من قمع واستبداد، ويضيف أن المصريين يتزايد كرههم للأميركيين لأن الإدارة الأميركية هي من يدعم السيسي الذي يتفنن في إذاقة السجناء مختلف أشكال القمع والتعذيب الممنهج.

المصدر : الجزيرة + واشنطن بوست