التردد الأميركي بسوريا عزز نفوذ روسيا
هذا هو الإطار الذي تناولت به صحف أميركية وبريطانية الحرب المستعرة في سوريا منذ نحو خمس سنوات، والتي أسفرت عن مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، وتنذر بزعزعة استقرار المنطقة برمتها.
فقد أشارت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون وصفت إستراتيجية بلادها في سوريا بالفاشلة، وأضافت أن كلينتون تساءلت عن الأسباب الكامنة وراء هذا الفشل الذريع.
وأوضحت الصحيفة أن تصريحات كلينتون جاءت في أعقاب الكشف عن فشل برنامج أميركي أنفقت عليه واشنطن مئات الملايين بهدف تدريب وتجهيز مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة المناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأنه لم يبقَ داخل سوريا من الذين دربتهم الولايات المتحدة سوى أربعة أو خمسة مقاتلين.
مقاتلات روسية
من جانبها أشارت صحيفة تايمز البريطانية إلى أن موسكو أرسلت طلائع المقاتلات الحربية إلى إحدى القواعد الجوية التي هي قيد التوسعة في سوريا، وذلك في إطارالدعم الروسي لاستمرار الأسد في السلطة لفترة قصيرة.
وأوضحت الصحيفة أن وزيري الدفاع الأميركي والروسي أجريا محادثات عسكرية عبر الهاتف قبل أيام هي الأولى من نوعها بعد انقطاع الاتصالات بين الطرفين في أعقاب الأزمة الأوكرانية، وأشارت إلى أن روسيا مستعدة لإرسال قوات عسكرية إلى سوريا عند الطلب.
وعلى صعيد متصل بالحرب المستعرة في سوريا، نشرت صحيفة ذي غارديان البريطانية مقالا للكاتب بول ماسون قال فيه إنه تجب الإجابة عن عدد من الأسئلة قبل الإقدام على قصف تنظيم الدولة أو الأسد في سوريا.
وأوضح أن الفشل الغربي أدى إلى استمرار "الحرب القذرة" في البلاد، وأن الأزمة بدأت على شكل انتفاضة ديمقراطية اختطفتها فصائل إسلامية مسلحة وأهملها الغرب وأصبح يساوم عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتساءل الكاتب عن الطريقة التي يمكن من خلالها وضع حد للحرب في سوريا، وعن النتائج المرجوة وعن مدى نجاعة توجيه ضربات ضد تنظيم الدولة أو القواعد الجوية للأسد في جعل بوتين يساوم لإحلال السلام في سوريا، وذلك إذا أدرك أن الأسد قد ضعفت قوته وتقلصت خياراته العسكرية مرة أخرى.