أوساط إسرائيلية تبحث اليوم التالي لعباس

Palestinian National Authority President Mahmoud Abbas heads a meeting of the Executive Committee of the Palestinian Liberation Organization (PLO) at the headquarters in the West Bank town of Ramallah, 01 September 2015.
عباس (وسط) خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أمس الثلاثاء في رام الله (الأوروبية)

عوض الرجوب-رام الله

حظيت الأنباء عن اعتزام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التخلي عن رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية، باهتمام المحللين والكتاب في الصحافة الإسرائيلية، وكشفوا عن انشغال الأوساط الأمنية بمغزى توقيت إعلان عباس الاعتزال ومن سيكون خليفته.

وفي خبرها الرئيسي قالت صحيفة "يديعوت" إن الرئيس الفلسطيني فاجأ معظم الحاضرين في غرفة الاجتماعات بالمقاطعة في رام الله، مساء الاثنين، بعزمه اعتزال قيادة منظمة التحرير، معتبرة أن المختلف هذه المرة أنه جاء قبيل انعقاد المجلس الوطني أواسط الشهر الجاري.

ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية شاركت بالاجتماع، قولها إن عباس بدا في الجلسة كمن تعب من السياسة الداخلية الفلسطينية ومنظمة التحرير وحركة فتح، ويئس فيه من احتمال التوصل إلى سلام مع إسرائيل، في وقت يرى فيه أن العالم غير معني حقا بالمسألة الفلسطينية.

وأشارت يديعوت إلى ترتيبات يجريها عباس منذ فترة، تجعل من سيكون في رئاسة المنظمة بعد أسبوعين يحظى بالتفوق الهام في المنافسة على منصب رئيس السلطة الفلسطينية.

ومع ذلك لم تستبعد "يديعوت" أن يخضع الرئيس الفلسطيني لضغوط يوافق بعدها على مواصلة مهام منصبه، كما حدث سابقا، أما إذا تحقق التهديد، فترشح الصحيفة أن يخلفه أحد عضوي اللجنة المركزية لحركة فتح: جبريل الرجوب ومروان البرغوثي المعتقل في إسرائيل.

لكنها هنا تنقل عن مصدر فلسطيني وصفته بالكبير، قوله "نحن نحتاج إلى زعيم يحررنا، وليس إلى زعيم سنحتاج إلى تحريره".

أمسكوه
وتحت عنوان "أمسكوه" تقول الصحيفة بافتتاحيها، بشأن ذات الموضوع، إن طريقة عقد المجلس الوطني تضمن أغلبية من المؤيدين لعباس، مما يقود إلى الاستنتاج بأنه قد يتراجع في اللحظة الأخيرة ويواصل قيادة المنظمة، وفق يديعوت.

وكشف كاتب الافتتاحية المعلق العسكري للصحيفة أليكس فيشمان عن مداولات جرت اليومين الماضيين بالأوساط الأمنية الإسرائيلية، بشأن اليوم التالي لعباس، وفيما إذا كان التهديد هذه المرة جديا أكثر من الماضي، ومن خلفاؤه المحتملون بالمقاطعة في رام الله.

ووفق فيشمان، كلما مر الوقت وشاخ أبو مازن -الذي احتفل بعيد ميلاده الثمانين- يتعاطون في إسرائيل مع تهديداته بجدية أكثر فأكثر، مضيفا أن تقييمات الوضع الحالية في إسرائيل تقول إن عباس يعد الأرضية نحو "نقطة الخروج" والتي قد تحل حتى نهاية العام.

ويشير الكاتب إلى تعهد أوروبي وأميركي للرئيس الفلسطيني بتحريك مسيرة سياسية فور التوقيع على الاتفاق مع إيران "ولكن بنصف فم فقط وليس علنا"، موضحا أنه إذا تراجعت الإدارة الأميركية عما يفهمه كتعهد، فسيكون هذا التوقيت السليم من ناحيته للاعتزال.

ورغم ترجيح الصحيفة بأن تلويح عباس مناورة، تقول إن قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي تجري مناورات كي تتعلم التصدي لأجهزة الأمن الفلسطينية في حالة غيرت هذه ذوقها في اليوم التالي لأبو مازن.

‪صحف إسرائيل: عباس بدا في الجلسة كمن يئس من العملية التفاوضية‬ صحف إسرائيل: عباس بدا في الجلسة كمن يئس من العملية التفاوضية (الأوروبية)
‪صحف إسرائيل: عباس بدا في الجلسة كمن يئس من العملية التفاوضية‬ صحف إسرائيل: عباس بدا في الجلسة كمن يئس من العملية التفاوضية (الأوروبية)

رسالة للخارج
أما في "معاريف" وتحت عنوان "سنشتاق إليه" فرأى خبير الأمن القومي يوسي ملمان أن حكومة إسرائيل "ستشتاق" للرئيس الفلسطيني، وستتأسف على أنها رفضت إجراء المفاوضات والتقدم نحو تسوية سلمية.

ويضيف أن البديل لعباس "سيكون ملزما بأن يكون حازما ومتطرفا أكثر منه، وسيتقلص أكثر فأكثر احتمال السلام، إذا كان لا يزال قائما".

من جهتها، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر مقرب من عباس أن تلويحه بالاعتزال رسالة للأسرة الدولية، بأنه لا يعتزم مواصلة منصبه في سلطة بلا سيادة، دون أن يُحدّد المصدر الموعد الدقيق لهذا الاعتزال.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد المدني الذي حضر الاجتماع الأخير لـ"هآرتس" إن عباس "سيفعل ذلك حسب جدول زمني وحسب المصلحة الوطنية الفلسطينية" مضيفا أن الرئيس يفهم بأن المسيرة السياسية عالقة وأنه لا يوجد أي أفق سياسي في المستقبل المنظور بسبب الرفض الإسرائيلي.

وبناء عليه، أضاف المدني للصحيفة أن عباس أراد القول "لا أريد البقاء في المنصب الذي أصبح مثابة حامي حمى الأمن لإسرائيل، ومن يريد أن يأخذ المسؤولية فليتفضل". وهي أقوال يؤكد المدني أنها نقلت إلى ملك الأردن عبد الله الثاني، وستنقل للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

المصدر : الجزيرة