صحيفة: تحركات روسيا بسوريا "محفوفة بالمخاطر"
وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في افتتاحيتها التحركات العسكرية الروسية في سوريا بأنها "محفوفة بالمخاطر" وتسعى لتكريس نفوذ وتواجد روسيا في الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة إن التحركات الروسية الأخيرة قد نسفت شهورا من الجهود الدبلوماسية في واشنطن، وموسكو رفعت الأمل بالتوصل إلى تسوية للنزاع في سوريا والمستمر منذ أربع سنوات وذهب ضحيته أكثر من ربع مليون شخص.
ووصفت التحركات بأنها مسعى لتعزيز القدرات العسكرية "لدكتاتور سوريا المتحجر القلب" بشار الأسد الذي بدأت قبضته على البلاد تضعف شيئا فشيئا.
ورغم أن الدعم الروسي للأسد على كافة الصعد ليس بالأمر الجديد فإن الافتتاحية اعتبرت تصعيد التحرك الروسي العسكري في سوريا قد رفع الانخراط الروسي بالأزمة السورية إلى مستوى جديد وخطر.
وكان مراسلا الصحيفة مايكل غوردون وإيريك شمت قد أفادا في وقت سابق بأن روسيا جلبت جوا مواد لبناء بيوت جاهزة لمئات من العسكريين الروس الذين سيرابطون في قاعدة جوية من المزمع إنشاؤها قرب اللاذقية التي تعتبر أحد معاقل الأسد في سوريا.
ورغم عدم معرفة الأميركيين بالتحديد السبب وراء التحركات الروسية الأخيرة في سوريا فإن البيت الأبيض يشعر بقلق عميق، الأمر الذي دفع وزير الخارجية الأميركي لمهاتفة نظيره الروسي سيرغي لافروف مرتين خلال الشهر الحالي عبر فيهما عن قلق بلاده من احتمال حدوث مواجهة بين البلدين إن استمرت روسيا بتحركاتها العسكرية داخل سوريا.
ووصفت الصحيفة ردود المسؤولين الروس على التخوفات الأميركية وغير الأميركية بأنها مثيرة للشك، حيث قللوا من شأن الشكوك وادعوا أن ليس هناك شيء جديد غير تنفيذ اتفاقيات تعاون عسكري قديمة بين بلادهم ونظام الأسد، إلا أن الصحيفة ذكّرت بأن ذلك هو نفس التكتيك الذي استخدمه الروس في أوكرانيا.
يذكر أن الكرملين قلق من تدهور الوضع في سوريا واستمرار الحرب ضد الأسد لأكثر من أربع سنوات، حيث شهدت الآونة الأخيرة عدة انتكاسات لقوات الأسد على الأرض.
واعتبرت الافتتاحية أن الوضع على الأرض جعل الكرملين يخشى عدم قدرة نظام الأسد على الصمود ولديه رغبة قوية في إنقاذه لأسباب عديدة، منها أن علاقة روسيا بهذا النظام قديمة وتعود إلى الحقبة السوفياتية، بالإضافة إلى أن سوريا هي آخر معقل لروسيا في الشرق الأوسط بعد إزاحة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وتحتفظ روسيا إلى اليوم بقاعدة بحرية صغيرة في ميناء طرطوس السوري وتعتبر آخر ما تبقى لها منذ الأيام الذهبية للاتحاد السوفياتي، وترى الصحيفة أن موسكو ترغب بشدة في الاحتفاظ والمحافظة على هذه القاعدة.
وقد ثارت تكهنات في الأيام الماضية أن الهدف من التحركات وتعزيز الوجود العسكري الروسي هو ضمان كلمة روسيا في المرحلة الانتقالية أو مرحلة ما بعد الأسد.