مآسي اللاجئين بالمنطقة أسوأ مما بأوروبا

Syrian refugees wait to register upon their arrival in the strategic Lebanese border district town of Arsal on November 18, 2013, after fleeing the fighting in the neighbouring Syria. Thousands of Syrian refugees have poured into Lebanon over the past week as fighting between government forces and rebels has flared near the border. AFP PHOTO / STR
سيل من اللاجئين السوريين يسجلون وصولهم بنقطة عرسال اللبنانية الحدودية نوفمبر/تشرين الثاني 2013 (الفرنسية)

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريرا مطولا عن أزمة اللاجئين السوريين في دول الجوار، قائلة إن انتباه العالم انصرف حاليا إلى مآسي آلاف اللاجئين في أوروبا، في حين أن هناك أزمة تتفاعل بدول الشرق الأوسط التي تتحمل العبء الأكبر لفشل العالم في إيجاد حل للحرب في سوريا.

وقالت الصحيفة إن نسبة اللاجئين السوريين الواصلين إلى أوروبا تمثل جزءا ضئيلا من الأربعة ملايين الذين لجؤوا إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق، الأمر الذي جعل سوريا المصدر الأكبر للاجئين في العالم، وجعلها المكان الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية خلال أكثر من أربعة عقود.

وأضافت أنه في وقت تستمر فيه الحرب تطحن السوريين للعام الخامس، تتراكم الأعباء على منظمات العون الإنساني، والدول المضيفة للاجئين السوريين، والسوريين أنفسهم الذين من غير المحتمل أن يعودوا لديارهم قريبا، كما أن المجتمع الدولي سيشهد هو الآخر أزمة طويلة الأجل، وهو غير مستعد لمواجهتها رغم أنها ستكون سببا في اضطراب واسع وعميق بالمنطقة والعالم.

هؤلاء اللاجئون تفرقوا بمدن دول الجوار وقراها ومزارعها محرومين من عون العالم ولا يجدون ما يسد رمقهم غير بيع المناديل الورقية أو الورود في الطرقات أو يتسولون فاقدين أي أمل ويعانون حرمانا مرا

ونقلت الصحيفة عن المندوب السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قوله إن الفشل الموصوف هو فشل الدبلوماسية أولا وأخيرا. فقد أودت الحرب بحياة 250 ألف شخص على الأقل في قلب الشرق الأوسط وشردت أكثر من 11 مليونا، ورغم ذلك ليس هناك عملية سلام أو حل مقبول أو نهاية في الأفق.

تراجع المساعدات
ومضت الصحيفة تقول إن جهود العون الإنساني هي الأخرى تشهد تراجعا في الوقت الراهن بسبب تراجع الرغبة في تقديم العون وتصاعد الاحتياج. فقد تسلمت الأمم المتحدة نصف المبلغ الذي طلبته لرعاية اللاجئين خلال الأربع سنوات الماضية.

وصوّرت واشنطن بوست تجاهل العالم للاجئين السوريين وهشاشة وضعهم بعبارات تدعو للأسى، قائلة إن هؤلاء اللاجئين تفرقوا بمدن دول الجوار وقراها ومزارعها، محرومين من عون العالم ولا يجدون ما يسد رمقهم غير بيع المناديل الورقية أو الورود في الطرقات أو يتسولون فاقدين أي أمل ويعانون حرمانا مرا.

وأضافت أن من وصل إلى أوروبا من اللاجئين هم من بقي لديهم مدخرات بين خمسة وستة آلاف دولار يدفعونها للمهربين، وهم من كانوا في الأصل ميسوري الحال قبل اندلاع الحرب أو من باعوا أراضيهم وكل ما يمتلكونه.

ونقلت عن عدد من اللاجئين السوريين في إسطنبول بتركيا وبمدن لبنان أن الجميع يحاول اللجوء إلى أوروبا، ونسبت إلى مفوضية شؤون اللاجئين بالأمم المتحدة أن ثلثي اللاجئين بلبنان والأردن يعيشون في فقر مدقع.

واختتمت الصحيفة التقرير قائلة إن المطلوب بإلحاح الآن حتى يعود اللاجئون إلى سوريا هو عودة السلام في بلادهم وليس فقط وقف القتل.

المصدر : الصحافة الأميركية