دوائر الجوازات الأفغانية تختنق بطالبي السفر للخارج

An Afghan woman sat in the road asking for alms in Kabul, Afghanistan, Monday, Feb. 2, 2015. The war-torn country faces the challenges of poverty, unemployment, and a lack of infrastructure. (AP Photo/Rahmat Gul)
باكستان أعادت 82 ألف لاجئ وإيران أبعدت 150 ألف عامل أفغاني (أسوشيتد برس)

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن دوائر الهجرة والجوازات الأفغانية تشهد ازدحاما خانقا لطالبي إصدار جوازات جديدة يرغبون بالهجرة إلى الخارج بحثا عن فرص حياة أفضل.

وقال التقرير -الذي كتبته باميلا كونستابل من العاصمة الأفغانية كابل- إن جلّ الذين يقفون في طوابير أمام دوائر الجوازات هم من اللاجئين الأفغانيين الذين أعادتهم باكستان والعمال الذين أبعدتهم إيران.

وكانت باكستان قد أعادت في يناير/كانون الثاني الماضي 82 ألف لاجئ أفغاني إلى بلادهم بحجة أنهم غير مسجلين رسميا، كما أبعدت في نفس الفترة تقريبا 150 ألف عامل أفغاني.

وقال التقرير إن كل أولئك الأفغانيين قد عادوا إلى وطنهم خاوي الوفاض، حيث لم يجدوا أي فرصة ليحيوا حياة كريمة، لذلك كان من الطبيعي أن تتجه أنظارهم نحو الخارج.

وتحدثت الصحيفة إلى لاجئ أفغاني وصف صعوبة وضعهم المعيشي وأسفه لعدم التحاق أطفاله بالمدارس مثل باقي أقرانهم، إلا أن ذلك يبدو حلما بعيد المنال حيث يضطر الأطفال لمساعدة عوائلهم في كسب لقمة عيش تعينهم على ما حل بهم.

‪نسبة البطالة في أفغانستان وصلت إلى 35%‬ (الأوروبية)
‪نسبة البطالة في أفغانستان وصلت إلى 35%‬ (الأوروبية)

وقال التقرير إن مئات الرجال الأفغانيين يبدؤون بعيد منتصف كل ليلة بالوقوف في طوابير أمام دوائر الجوازات وينتظرون حتى الصباح ليضمنوا أن تنجز معاملاتهم، حيث يصل عدد الذين يصطفون في الطابور مع حلول الصبح إلى ألف شخص.

وتتألف تلك الطوابير الطويلة من الذين أبعدوا من دول أخرى ولم يعد لديهم شيء في بلادهم، ومن الأفغانيين الذين يئسوا من إيجاد فرصة عمل تؤمن لهم ولأسرهم حياة كريمة.     

وقال التقرير إن عجز الحكومة ومؤشرات العجز الاقتصادي التي لا تخطئها عين، قد دفعت الكثير من المواطنين الأفغانيين لاتخاذ قرار ترك البلاد.

وقد وصلت نسبة البطالة في أفغانستان إلى 35% بينما تستمر العمليات المسلحة والفساد في تمزيق قدرات الدولة للوقوف على أرجلها مرة أخرى بعد حرب مدمرة وتواجد عسكري أجنبي استمر أكثر من عقد من الزمان.

وقالت المراسلة إن كل تلك المؤشرات والعوامل يمكن للمرء أن يراها بوضوح عندما يتجمع كل صباح عشرات آلاف الأفغانيين في الساحات وتقاطعات الشوارع سعيا لعمل ما من أعمال المياومة.

ونقل التقرير عن محاسب أفغاني يقف على قارعة الطريق أملا في عمل ما من أعمال المياومة قوله "منذ سنتين كان كل شيء على ما يرام. الآن، منذ 65 يوما لم أكسب أي شيء. لدي ستة أطفال ولم أعد قادرا على القيام بمصاريفهم. منذ أتت هذه الحكومة الجديدة والأمن ينهار وفرص العمل تتضاءل. أنا غاضب من الحكومة، أنا غاضب من كل شيء ولا أدري ما عساي أن أفعل؟".

المصدر : واشنطن بوست