تحديات أمام الإصلاح في العراق

Demonstrators chant in support of Iraqi Prime Minister Haider al-Abadi as they wave national flags during a demonstration at Tahrir Square in Baghdad, Iraq, Sunday, Aug. 9, 2015. Iraq's prime minister unveiled a bold plan Sunday to abolish three vice presidential posts and the offices of three deputy premiers, hoping to cut spending amid mass protests against his government as the Islamic State group still holds a third of his nation. (AP Photo/Khalid Mohammed)
مظاهرات في بغداد تأييدا لحزمة الإصلاحات التي أطلقها العبادي في أعقاب احتجاجات غاضبة ضد الفساد (أسوشيتد برس)

لا تزال حزمة الإصلاحات التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قبل أيام تترك أصداء على نطاق واسع على المستويين المحلي والدولي، خاصة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي يواجهها العراق.

ولعل أبرز هذه التحديات ما ترى صحف أميركية أنه يتمثل في أن نيران الأزمة السياسية المتفاقمة في العراق تتلظى بجمر الماضي، فلقد قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إنه معروف عن السياسيين بالعراق تسوية خلافاتهم عن طريق العنف وحقن مظالم الماضي بنزاعات الوقت الراهن.

واندلعت مظاهرات احتجاجية غاضبة في العراق الأسبوع الماضي في أعقاب انقطاع التيار الكهربائي في بعض الأنحاء على إثر موجة الحر التي عصفت بالبلاد، وطالب المحتجون بمكافحة الفساد المستشري في العراق، مما حدا برئيس الوزراء العبادي إلى إطلاق حزمة من الإصلاحات، أبرزها قراره بإلغاء مناصب نواب كل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.

ولعل ما شجع رئيس الوزراء العراقي على اتخاذ هذه الخطوة التي تلبي بعض مطالب الشارع الغاضب هو الدعم الذي لقيه من جانب أعلى سلطة دينية في البلاد ممثلة بالمرجع آية الله علي السيستاني الذي شجع العبادي على اتخاذ هذه الخطوات الجريئة.

حزمة إصلاحات
حزمة إصلاحات العبادي التي أطلقها مطلع الأسبوع الجاري لاقت موافقة بالإجماع من البرلمان العراقي الثلاثاء الماضي، ولكن العبادي نفسه يدرك مدى صعوبة تنفيذ ما يصبو إليه، وذلك ما حدا به إلى القول إنه ملتزم بدفع حركة الإصلاح إلى الأمام "حتى لو كلفتني حياتي".

ومضت نيويورك تايمز قائلة إن تأمين الدعم للإصلاحات السياسية في العراق يعتبر بداية جيدة، ولكن البلاد تواجه تحديات جساما في ظل وقوع مساحات شاسعة منها تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، ووسط تراجع أسعار النفط الذي يعصف باقتصاد البلاد.

وأضافت الصحيفة أنه إذا أراد "رئيس الوزراء الشيعي العراقي" أن يمضي قدما في حزمة إصلاحاته فإنه ينبغي للعبادي التأكد من أن الإصلاحات السياسية والاقتصادية لا تزيد من حرمان الأقلية السنية في البلاد.

مظالم السنة
ودعت الصحيفة إلى إيجاد الحلول المناسبة لمظالم المناطق السنية التي تعاني من العنف، وإلى ضرورة إعطاء العبادي السنة دورا فاعلا في الحكومة والعمل على وقف الانتهاكات التي ترتكب ضدهم من قبل قوات الأمن العراقية ومعالجة البطالة المستشرية بينهم، وهي مظالم سهلت وقوع تلك المناطق تحت سيطرة تنظيم الدولة.

من جانبها، أشارت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور إلى أن حزمة الإصلاحات التي أعلن عنها رئيس الوزراء العراقي لاقت تأييدا شعبيا كبيرا، وأوضحت أن الاحتجاجات الغاضبة التي تطالب بمكافحة الفساد تحولت في معظمها إلى تظاهرات دعم وتأييد للخطوات الجريئة التي بدأها العبادي.

وفي سياق الأزمة المتفاقمة في العراق، قالت مجلة فورين بوليسي إنه لم يعد أحد يتحدث عن تحرير الموصل العراقية من سيطرة تنظيم الدولة، وأشارت إلى أن تفسير هذه الحالة يعود إما لأن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لم تقدم الدعم اللازم للحكومة العراقية في هذا الشأن أو لعدم قدرة العراقيين على الاستفادة من الدعم المتمثل في التحالف الدولي

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية