هل يحمي اتفاق النووي إرث أوباما الرئاسي؟

WASHINGTON, DC - JULY 15: U.S President Barack Obama speaks during a press conference in the East Room of the White House in response to the Iran Nuclear Deal on July 15, 2015 in Washington, DC. The landmark deal will limit Iran's nuclear program in exchange for relief from international sanctions. The agreement, which comes after almost two years of diplomacy, has also been praised by Iranian President Hassan Rouhani but condemned by Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu.
الرئيس الأميركي باراك أوباما أثناء مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض بعد الإعلان عن اتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى (غيتي)

لا يزال اتفاق فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني يسيطر على اهتمامات الصحف البريطانية، خاصة ما تعلق بانعكاساته وأصدائه في الأوساط الدولية، وتساءل بعضها عن دور الاتفاق في صون إرث باراك أوباما الرئاسي، وتحدثت صحف أخرى عن مدى استعداد إيران لتغيير إستراتيجيتها في المنطقة.

فقد وصفت صحيفة صنداي تلغراف الرئيس أوباما "بالمقامر الكبير"، وتساءلت إذا كانت الصفقة التي عقدها مع إيران ستسهم في حماية وصون إرثه الرئاسي. وأشارت إلى أن الجمهوريين يتناوبون في انتقاده ومهاجمته، وأنهم يصفونه بالرجل "الساذج" الذي لا يعرف كيف تدار الأمور على المستوى الدولي.

وذكرت الصحيفة أن الدهشة تنتاب العديد من الساسة الأميركيين لدى اطلاعهم على نص الاتفاق، الذي يرى بعضهم أن الشيطان لا يكمن في تفاصيله بقدر ما يكمن في إستراتيجية إيران في المنطقة.

وأوضحت الصحيفة أن بعض الجمهوريين ينتقدون عزم الدول المعنية الإفراج عن المليارات من أموال إيران التي جمدتها العقوبات الدولية، وذلك لأن طهران نفسها لا تزال على قائمة الإرهاب، وقالت إن العالم ينتظر كيف ستتساقط أجزاء هذا الصفقة.

كاتب بريطاني: كيف يمكن للدول العظمى وصف الاتفاق بأنه انتصار دبلوماسي، بينما يراه عدد من قادة الشرق الأوسط والسياسيون الأميركيون خطأ تاريخيا؟

خطأ تاريخي
من جانبها، نشرت صحيفة ذي تايمز أون صنداي مقالا للكاتب جيمس روبين تساءل فيه: كيف يمكن للدول العظمى وصف الاتفاق بأنه انتصار دبلوماسي بينما يراه عدد من قادة الشرق الأوسط والسياسيون الأميركيون خطأ تاريخيا؟

وقال الكاتب إن الاتفاق لن يمنع إيران من الاستمرار في برنامجها النووي، وإن الإيرانيين مستعدون لتحمّل المعاناة لأكثر من عشر سنوات قادمة من العقوبات، وذلك في مقابل عدم تخليهم عن طموحاتهم النووية.

وأضاف الكاتب أن سبب المعارضة الشديدة للاتفاق في أوساط الكونغرس الأميركي ولدى إسرائيل وبعض دول الشرق الأوسط يعود لتخوفهم من السيناريوهات المرعبة المحتملة، وذلك في مرحلة ما بعد هذه الصفقة.

وتساءل الكاتب: هل إيران ستخفض دعمها حزب الله في لبنان، أو كان القادة العسكريون الإيرانيون سيتوقفون عن دعم المليشيات الشيعية المسؤولة عن المجازر ضد المدنيين السُّنة في العراق.

وتساءل إذا ما كانت ستصدر الأوامر لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بالتوقف عن دعم النظام الدموي للرئيس السوري بشار الأسد.

وقال الكاتب إنه دون تحقيق هذه التغيّرات جميعها فإنه يصعب على إدارة أوباما المضي قدما في هذه الصفقة برمتها.

وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة ذي غارديان إلى حشد المعارضين من الجمهوريين لعرقلة الاتفاق الذي يتطلب موافقة الكونغرس الأميركي، لكنها استبعدت إمكانية نجاحهم في إعاقة الصفقة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية